
سواليف: غيث التل
يبدو ان موقع مدينة الرمثا الملاصق للشريط الحدودي مع سوريا حكم على سكانها بأن لا يمر يوم واحد عليهم دون ان يعتريهم القلق وينتشر الخوف بين نسائهم واطفالهم
أصوات المدافع والطائرات والقذائف باتت روتيناً يومياً يبدأ مع ساعات المساء الأولى وحتى بزوغ فجر يوم جديد فلا يكاد يغفى جفن لأهالي المدينة حتى تبتدئ الحلقة الجديدة من مسلسل يتابعوه كل يوم دونما إرادة منهم
يقلق ليلهم صوت القذائف والحروب في الجانب المقابل من المدن السورية التي تشهد يومياً صراعاً عنيفاً بين قوى المعارضة السورية من جانب وبين جيش النظام وحلفائه من ميلشيات حزب الله والحرس الجمهوري الإيراني
الرعب سيد الموقف
يروي الشاب معاوية البشابشة وهو طالب صحافة وإعلام في جامعة اليرموك ان هناك بعض الظواهر الغريبة التي ترافق سقوط القذائف على المدينة ويستغرب البشابشة تهافت المواطنين على مكان وقوع القذيفة بالرغم من الخطر الذي يشكله تواجدها واحتمالية انفجارها في لحظة في حال سقوطها دون ان تفنجر
ويضيف البشابشة ان الغريب في القذائف انها لا تسقط في العادة في المناطق الموازية تماماً للحدود بل تذهب بعيداً وهو ما حدث في حالة وفاة احد شبان المدينة حيث سقطت القذيفة وسط السوق العام بينما سقطت قذيفة قبل يومين في احد المنازل الواقع على الطريق المؤدي إلى بلدة بشرى
و يقول البشابشة ان حالة من الرعب والخوف الكبيرين تسيطر على المدينة وبالأخص النساء والأطفال فعدد من الأطفال باتو يحلمون بالحرب ومآسيها مع استيقاظهم بصورة شبه يومية على أصوات الإنفجارات التي ومع بدء صدورها فإن النوم يكون مستحيلاً ويبدأ الترقب والخوف من سقوط الشظايا داخل المدينة ، كما اضاف ان عددا كبيراً بات يفكر بالرحيل وبشراء منازل بعيداً عن المعاناة قرب الحدود
صمت رسمي
بعد ان فقدت الرمثا أحد أبنائها في الفترات السابقة نتيجة قذيفة قادمة من خلف الحدود وأصيب العديد من شباب المدينة نتيجة القذائف المتطايرة بشكل شبه يومي ومع تصاعد المعارك في درعا وما حولها ودخول الجانب الروسي على الخط بدأت الأمور تتعقد في المدينة التي باتت وكأنها هي من تعيش حالة الحرب.
وفي ظل هذه الظروف مازال الصمت الرسمي هو سيد الموقف وبشكل يعتبره الأهالي غريباً فلم تشهد المدينة أي زيارة رسمية لأي مسؤول أردني على مستوى عالي وتقتصر الزيارات في العادة على الحكام الإداريين الذين يطلون على المدينة بين الحينة والأخرى وبعد سقوط القذائف للاطمئنان على الأحوال.
وفي المقابل تشهد المدينة توافداً كثيفا للمسؤولين العسكريين لزيارة الوحدات العسكرية على الحدود وهؤلاء لا تكون لهم علاقة مباشرة مع المدنيين والسكان وتقتصر زياراتهم على مهام عسكرية محددة.
نقص عام في الخدمات
وفي هذه الصدد يرى المواطن الرمثاوي محمد الذيابات ان الحكومة مقصرة بحق المدينة تقصيراً كبيرا مؤكداً ان مطالب أهالي المدينة ليست بالتعجيزية وليست بالمستحيلة
ويضيف الذيابات في حديثه لسواليف ان الحكومة لا تعترف بأي أضرار تلحق باي منزل جراء تساقط القذائف والشظايا عليه ويترتب على صاحب المنزل ترميمه وإصلاحه من حسابه الخاص كما ان الحكومة لا تعترف بالمصابين الغير حاملين للتأمين الصحي وعليهم ان يعالجوا اصاباتهم ان حدثت لا قدر الله على نفقتهم الخاصة علما انهم يدفعون ضريبة فقط لأنهم يسكنون الرمثا
ويختلف معاوية البشابشة في هذا الشأن حيث يعتبر ان تعقيد الظرف السياسي الحالي ربما هو من يجبر الحكومة على الصمت في هذه المرحلة
بينما تساءل العديد من سكان المدينة عن عدم وضع صافرات انذار لغاية هذا اليوم قائلين هل بات واجب صافرات الإنذار تحذير أبناء العاصمة من البرد والصقيع وترك من يقصفون في الشمال دون أي تحذير
إهمال إعلامي
لم يقم التلفزيون الرسمي لغاية هذا اليوم ببث اخبار من المدينة او نقل معاناة الأهالي او عمل جولات وتقارير لنقل معاناة السكان كما تغفل وكالة الأنباء الرسمية بالعادة الخوض في تفاصيل الاحداث داخل المدينة او نقل المعاناة التي يمر بها الأهالي حسبما يؤكد المواطن محمد الذيابات الذي يطالب وبشدة من الإعلام الرسمي إلقاء الضوء على واقع المدينة في ظل الحروب الطاحنة التي يشهدها الجانب السوري
نقوم بما علينا مثل كبرى الدول
مصادر رسمية صرحت لسواليف ان الأردن يقوم بكل ما تقوم به كبرى الدول في العالم في مثل هذه الحالات
وتضيف مصادر سواليف ان انعدام الأمن لدى الطرف السوري وتعدد اطراف القتال بات يعقد الموقف بشكل كبير
وتؤكد المصادر ان الحكومة والأردن بأكمله يقف صفاً واحداً بكل ما يملك خلف القوات المسلحة الأردنية وخلف أهلنا بالرمثا