المواطن المسخم والشعبويون ودولة الرئيس …!!!
يبدو أن الدولة الأردنية ستبقى في حالة الفصام الذي تعيشه منذ بداية القرن الحالي، ولم ولن تتعظ لا من موجات الربيع العربي ولا من سخط المواطن ولا حتى من النصائح المباشرة والغير مباشرة على الصعيد الداخلي أو الخارجي .
أقول (حالة فصام) والتي تنطبق (حرفيا) على الدولة الأردنية، لأنها تُعرّف بشكل مبسط على أنها حالة غير طبيعية تتسم بعدم رؤية الواقع بشكل حقيقي والخلط بينه وبين الوهم أي أن المصاب بالفصام لا يستطيع التفريق أو التمييز بين الواقع والخيال .
أتحفنا دولة رئيس الوزراء بلقاء (غير مباشر) على التلفزيون الرسمي (أدخل به شعبان برمضان) لم نفهم منه شيئا سوى رؤوس أقلام، لقاء ركيك إعدادا وتقديماً، قد إستغله الرئيس لشن حرب لم يستثني منها أحداً سوى نفسه وفريقه الوزاري الحالي.
أثبت لنا دولة الرئيس من خلال المقابلة بأنه (قرط)ثمين وأننا بلا (أذان) وأنه كقطعة لحم وأننا بلا أسنان … فحالة الفصام السياسي إن لم تكن منتشرة في دار الرئاسة فبالتأكيد ستكون في الشارع، أي ضريبة يتحدث عنها دولته؟؟ وهل يعتقد بأنه سيبقى أحد قادر على دفعها حتى 31/12 حين طلب محاسبته ؟؟؟ هل فعلاً رئيس وزراءنا يعلم ما يعاني منه العباد؟؟ هل فعلا هو يتكلم عنا؟؟؟ عن أي زجاجة هو يتكلم ولم يبقى منها إلا العنق ولمّا نخرج منها سنخرج للعراء .
إختصر الرئيس حالة الشارع وسخط الناس بكلمة (الشعبويين) وبذلك فقد إتهم أي شخص يتكلم عن واقع الحال أو يتكلم عن ضنك العيش الذي وصلنا له (بالشعبوي) أي المنافق الذي يسعى لإسترضاء الناس والتسلق على حسابهم بالكلام عن همومهم، وأن الرئيس هو الوحيد الذي يعمل من أجل البلد ولا أحد غيره .
إختصر الرئيس الوضع المأساوي الذي نعيش بإلقاء اللوم على الحكومات السابقة، تماماً كما فعل من قبله ومن قبله ومن قبله والغريب بالأمر أن رؤساء الحكومات الذين ينتقدهم الرئيس هم أعيان الآن، أي أننا لم نكتفي (بالخوازيق) منهم (بناء على كلام الرئيس)، بل هم الآن يشرعون القوانين التي تلتزم الحكومات بتطبيقها … أهذا فصام أم ماذا… ؟؟؟؟ .
والسؤال المرتبط : كم وزير حالي في الحكومة كان على رأس وزارة في الحكومات السابقة المتهمة من قبل الرئيس …؟؟؟ .
والسؤال الأهم ولا يزال مرتبط : هل يدري دولة رئيس الوزراء الحالي وصاحب الولاية العامة معالي الدكتور(هاني الملقي) كم تبلغ ثروات الوزراء وأصحاب المناصب العليا حالياً؟؟، وكم تبلغ إستثماراتهم الداخلية والخارجية حالياً؟؟، وكم تبلغ قيمة عقاراتهم داخلياً وخارجياً؟؟، والأهم هل يدري تواريخ حصولهم على ثرواتهم الحالية ومن أين لهم هذا …؟؟؟ .
لا أظنه يعلم ولا أظنه يريد أن يعلم وما (قبرص) عنا ببعيده لو أراد أن يعلم، فقد لخص الفساد بعدد من الأسماء البعيدة عن السياسة في الوقت الحالي ببساطة ليقول : حتى لو إسترجعنا المال الذي سرقوه فماذا نفعل بعدها …. لا ولن يدري كيف يكون شعور المواطن الشريف حين تطبق العدالة وحين يرفع الظلم والتهميش عنه وحين يعلم بأن هنالك من سيحاسب أي من كان لو سولت له نفسه إستغلال منصبه … وللأسف هم كثر،المواطن الشريف الذي بيعت وخصخصت كل موارده الطبيعية والغير طبيعية أمام عينه ولم يستطع فعل شيئ،المواطن الشريف الذي وُعِد بصندوق الأجيال حينها وأنتم الآن تحومون حول صندوق (المسخمين) الضمان الإجتماعي أقصد.
ركز الرئيس على قيمة الدينار الأردني وكأنه صاحب ولاية(وما هو كذلك)، وقد إعتبره خط أحمر … ولا يدري رئيس حكومة (قوس قزح) بأن الخطوط تتغير الوانها مع درجة سطوع الشمس … وللتذكير فرغيف الخبز كان خطاً أحمراً في عهد ولايتك ولكن قبل سنة من الآن .
أغرب ما في المقابلة أن الرئيس لم يذكر اللاجئين وأثرهم على الإقتصاد، ولم يتكلم عن السياسة الخارجية التي فشلت طوال عقدين من الزمن ولم تسمن ولم تغني من جوع وكأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا لا في الماضي ولا في الحاضر .
لا أنسى تذكير دولة الرئيس بأن الأمن والأمان يأتيان بالأهمية بعد الشبع(وانت لا تدري بأن الشعب قد جاع)، ثم أن أمن وأمان البلد الداخلي أهم من أمن وأمان حكومتك ووزراءك وأرجوا التذكير بأنك وإن كنت محصناً الآن عن طريق مجلس الطراطير الخاص بك(حتى حين) فلن تكون محصناً من الشعب والذي بالنهاية وإن طالت هو صاحب الحق وصاحب الأمر .
أخيراً وليس آخرا … إن أراد الرئيس أن ينتقد ويزاحم بحكومته الشعب (المسخم المخنوق) على رغيف خبزه فالأولى به أن يكون قدوة له لا أن يكون كالسيف على رقبته، وليبدأ بنفسه … تماما كما يجب أن يفعل صاحب الولاية الحقيقي .
أُذكرك ونفسي بما قال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه : العامل بالظلم والمعين عليه والراضي به … شركاء ثلاث …!!!