المواطن الاردني .. ضغوط واعباء مادية
يقاسي المواطن الأردني مشقة الحياة وأعباءها المادية المضنية، وذلك رأي يشاركني فيه الجميع، ويشاركني فيه أرباب الأسر على على وجه التحديد، فهو بالكاد يصارع تدبير شؤون المأكل والمشرب وايجار المسكن والطبابة، والمناسبات الاجتماعية المختلفة التي صارت لزاما عليه، وغيرها من المسؤوليات الجسام التي لم يعد بمقدوره تحملها أو الصبر معها .
تصادف هذا العام حلول عيد الأضحى المبارك مع الموسم الدراسي، مما أنذر بحلول كارثة مادية لدى أرباب الأسر الأردنية، الذين نفدت قدرتهم على التحمل وخارت قواهم، وما عاد صبرهم يتسع حيث بلغ أقصى حدوده، وهذه الحال أوصلت المواطن الأردني لفعل أمور فظيعة غريبة عن مجتمعنا، بتنا نقرأوها بشكل يومي في الصحف والمجلات وعبر مواقع التواصل الاجتماعي كحوادث الانتحار من أعلى الجسور أو حرق النفس أو قتل العائلة بأكملها، وغيرها من أفعال إجرامية تعبيرا منه عن غضبه، وشعوره بالظلم الفظيغ جراء الفقر المدقع الذي حطم آماله وأحلامه، وجعله يحاسب نفسه ويعاقبها؛ لأنه لا يجرؤ على محاسبة عديمي الضمائر والإنسانية الذين أوصلوه إلى هذه الحال المتردية .
كان من عادة الحكومة الأردنية الرشيدة في الأعوام السابقة حين يتزامن دخول المدارس والأعياد أن تخصص مبلغا ماليا على سبيل مساعدة الأسر في تحمل أعباء الحياة، وفي هذا العام، وكعادته تأمل المواطن الأردني أن ينطق أحد المسؤلين بهذه المساعدة المنشودة، وكلما أطل أحدهم على شاشة التلفاز انفجرت أسارير المواطن المسكين ولسان حاله يقول : الحمدلله، ما بعد الضيق إلا الفرج، لكن سرعان ما ينكسر قلبه، وتخيب آماله، وهو يستمع إلى شكوى الحكومة التي هدها تعب الميزانية المهلهلة، وأنهكتها ظروف الدول المجاورة واللاجئين الذين صاروا عبئا عليها، وعلى الرغم من ذلك ظل أمل الفرج المرجو يلوح في نفس الأردني المسكين الذي لا ذنب له في هذه المأساة سوى أن له حكومة لا تجيد التخطيط أو التدبير .
في هذا العام خرج الأردني إلى السوق وغربان الخيبة والانكسار تحوم فوق رأسه، وملامح الغضب كست وجهه في محاولة يائسة منه إلى تلبية احتياجات أبنائه من مستلزمات العيد والمدارس كالملابس والقرطاسية وغيرها، وتصريف أمور أسرته بما تبقى لديه من أموال قليلة بقية الشهر الذي لم يبدأ بعد وما تزال نفسه تحدثه بالانتحار .
مراعاة للظروف ومن منطلق رأيي الشخصي، يفترض من معالي وزير التربية الدكتور (عمر الرزاز) مراعاة تلك الظروف المقيتة الآنفة الذكر، ومحاولة تنظيم المواسم الدراسية القادمة قدر الإمكان، بحيث لا تتزامن مع العيدين الفطر والأضحى ومع بدء شهر رمضان المبارك الذي ما فتىء شهرا يكتنفه الكسل والخمول والضعف في الإنتاجية، كما يتحتم عليه إعادة النظر بموضوع الزي المدرسي أسوة في معظم دول العالم الذي يتضمن فوائد عديدة أهمها : التخفيف من معاناة الأهل والمساواة بين الفقير والغني وتذليل الفوارق الاجتماعية والاقتصادية بين الطلبة داخل المدرسة .