كورونا لن تتجاوز إرادتنا

كورونا لن تتجاوز إرادتنا
د.ظاهر محمد الزواهرة

الوطن يستحق،والمرحلة تحتاج مسؤولية وعقلانية.
في هذه الأوقات الصعبة التي يمر بها العالم أجمع،نحتاج نحن إدارة حكيمة،في بيوتنا وشوارعنا،وقرانا ومدننا، ليكن كل واحد منا هو الطبيب الذاتي،والمسؤول الأول في خط الدفاع عن الوطن ،فنحن الوطن،لا نريد صوت الغراب الذي ينعق ويقلق،ولا نريد صورة الأفعى التي تترصد ثم تلدغ،ولا تريد الأنفس المريضة التي تتقمص الأخبار وتجعلها رواية ميزتها التهويل والتخويف ،والأشاعة والبشاعة ، وكأن بعضهم فرحا بما يحدث،وكأنه انتصر في معركة حامية الوطيس، لا سيدي،فإن تفرغت اليوم فلا تجعل همك بث روح اليأس والإحباط، واعلم أنك تخاطب العامة قبل الخاصة،وأن البعض ينقل قبل أن يتحقق،وأن البغض يخاف ويرتعب، فلا تكن على الوطن في شدة وضيق،بل كن جنديا تقدر معنى التضحية والوفاء،ونحن في الأردن لسنا في اليابان، ولا في الولايات المتحدة،كي تطلب فوق القدرة والاستيعاب،نحن في الأردن نشامى نتسامى في العلا، ونحقق بالإرادة وحب الوطن مالم يحققه الآخرون بمال قارون،وهل نحن بمعزل عن العالم؟
حتى لا نصاب بما يصاب ؟نحن جزء من هذا العالم،والوباء ينتشر كالنار في الهشيم في دول لها إمكانات مالية وتكنولوجية عظيمة هائلة، فلنحمد الله على قدره ولطفه،ونسأل الله أن يرفع عنا الوباء والبلاء، وأن يكشف عنا هذه الغمة.
فيه الأوقات يظهر الرجال الأوفياء،ويظهر الصابرون، ويظهر المتزنون، فلا تأخذكم الأخبار وحب النشر قبل التوثيق والأمانة، بحثا عن سبق إعلامي على حساب الوطن.
وماذا بعد؟ هل ننتظر انتشارا للمرض بسوء تصرفات وعناد ليس في مصلحة أحد؟ أم ننتظر مرضا أشد من كورونا يفتك في عضد الدولة حين نكون دعاة تحبيط وتخويف واضطراب؟
لا نريد التزاما في البيوت،ولا في الأحياء والطرقات، ونتزاحم على كل شيء،ثم نريد خلو الأردن من كورونا،وإذا ظهرت حالة أو عشر نكيل المكاييل ، ونلوم،ونشتم، ونحمل هذا الوطن مالا يحتمل؟نحن لسنا في مدينة الفارابي،ولا مدينة أرسطو، نحن في عالم واسع،إن لم نك نحن الأطباء فشلنا، وتصبح الحالات كما في إيطاليا لا سمح الله،فتعاونوا عل البر والتقوى،ولا تعاونوا عل الإثم والعدوان.
اللهم سلم ،اللهم سلم،اللهم سلم.
ربنا اكشف عنا الضر وأنت أرحم الراحمين،أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى