سواليف : غيث التل
تبدو بصماته واضحة العيان وبالإمكان لمس أثرهه جلياً في تطوير الدراما الأردنية وإيصالها لجميع أقطار الوطن العربي الكبير من خلال مجموعة من أهم الأعمال والمسلسلات التي قدمت على كبرى الفضائيات العربية استطاع من خلالها تقديم الفنان الأردني بصورة تلائم قدراته الحقيقية بعيداً عن الصورة النمطية الركيكة التي كانت تظهر بها العديد من الأعمال ويُكتفى بعرضها على بعض الشاشات المحلية.
المنتج عصام حجاوي الذي قدم مجموعة هائلة من الأفلام القصيرة والمسلسلات التي نقلت البيئة الأردنية لمحيطها العربي مما جعل اهم النجوم العرب يتسابقون للعمل معه فلا نستطيع انكار أهمية أعمال مثل “حنايا الغيث” و “الدمعة الحمراء” الذي تصدر معظم احصائيات المشاهدات في العديد من الاستفتاءات التي أجريت لما عرض عبر شاشات الوطن العربي في رمضان الماضي وكذلك الكثير من الأعمال التي يصعب ذكرها جميعاً.
سواليف كانت حاضرة في كواليس تصوير مسلسل “العقاب والعفراء” والذي يتم تصوير مشاهده في الأردن وفي منطقة سد الملك طلال تحديداً والتقت منتج العمل وكان لنا معه الحوار التالي:
المنتج عصام حجاوي حدثنا عن العمل في “العقاب والعفراء”
سيكون العمل بسوية عالية كبيرة فالانسان لا يجب ان يقف مكانه وبعد ان حقق الدمعة الحمراء نجاحاً كبيراً في العام الفائت ومن قبله رعود المزن وحنايا فإننا نطمح أن يكون هذا العمل فارقاً بكل شيء وهو طموح مشروع لأن الانسان لا يمكن ان يقف مكانه ل يجب علينا التطلع دائما للتقدم إلى الأمام.
من هذا المنطلق نأمل ان يكون للعمل وضع خاص ومميز عن جميع الأعمال السابقة
تعاملت سابقاً من مخرجين كثر وكانت لك تجربة ناجحة مع المخرج حسام حجاوي لماذا لم تكمل مع حسام وما هي الأسباب التي دفعتك للعمل مع المخرجة الأردنية رولا حجي؟
دائماً ما اعتبر ان من أهم واجباتي دعم جميع المواهب الشابة والعمل على ضخ دماء جديدة في الحركة الفنية الأردنية سواء من ناحية الكتابة او الإخراج او الممثلين وغيرهم من مختلف الكوادر العاملة في الدراما.
حسام كانت له تجارب سابقة معنا سواء في “حليميات” وايضاً عمل معنا في عدد من الأفلام التلفزيونية ورأينا ان هذا الرجل يمتلك موهبة فعلية فذهبنا به إلى حنايا الغيث ومن بعده الدمعة الحمراء واليوم رأينا انه يجب منح الفرصة لآخرين
ولا يعن ذلك أن حسام لم ينجح على العكس فحسام مخرج متميز جداً ونجح بشكل كبير ولكن رأينا أن هناك اخرين يستحقون أن يمنحوا الفرصة مثل المخرجة رولا حجي.
كانت لي تجربة قديمة مع رولى وعملنا معاً في فيلم تلفزيوني حمل اسم “العنود” وكانت تجربة جيدة كما ان رولى تمتلك تجربة ناجحة مع التلفزيون الأردني وآن الاوان ان تمنح فرصة جيدة بإنتاج ضخم واعتقد ان الأمور تسير بشكل جيد وانها ستكون من المخرجين المميزين
انت تقول ان من واجبك منح الفرص للوجوه الجديدة ومن المعروف ان عصام حجاوي استطاع خلق جيل جديد من الممثلين ومنحهم فرص الظهور والتألق في أعماله فهل سنشاهد وجوهاً جديدة في “العقاب والعفراء”؟
في هذا العمل تحديداً عملنا بسياسة مختلفة فهناك مجموعة من الممثلين والممثلات تم منحهم فرص جيدة ومساحات كبيرة وادوار مهمة عكس ما كانوا يقدمونه سابقاً من أدوار صغيرة وهي فرصة لهم لإبراز قدراتهم الكبيرة امام الجمهور العربي.
هؤلاء الشباب والصبايا يستحقون أدوار مهمة لامتلاكهم الموهبة الكبيرة ولم يكن ينقصهم سوى الفرصة والتي عملنا على منحهم إياها في المسلسل.
وطالما كنت أؤمن بضرورة ضخ دماء جديدة في الحركة الفنية الأردنية حتى نضمن تطورها واستمراراها وازدهارها فبدون التجديد ستكون الاستمرارية مستحيلة.
هل تعتقد ان التلفزيون الأردني لا يمنح فرصاً للوجوه الشابة للعمل في الأعمال التي يقوم بإنتاجها؟
المسألة بالنسبة لي تكون إيماناً ورؤيةً وطموح ونظرة للمستقبل.
لست بصدد الحديث عن غيري ولا ارغب في ذلك ولكن أتكلم عن نفسي انا منتج أردني أنتمي للفن الأردني والدراما الاردنية وواجبي دعم هذه الدراما وهذا الفن.
ونحن نعتبر الفن أساس وجودنا لذلك لا بد من دعمه وفي النهاية نحن نتعاش منه ماديا ومعنويا لذلك علينا ان نعمل كل شيء من أجل استمراريته وتطويره وازدهاره
حققتم نجاح كبير في “الدمعة الحمراء” مع الإعلامية علا الفارس واليوم وقع الاختيار على النجمة نسرين طافش لبطولة “العقاب والعفراء” ما لفرق في التعامل مع الاثنتين؟
نسرين نجمة عربية نفتخر ونعتز بها وهي كما يعرف الجميع ممثلة متميزة ورائعة لا يختلف عليها اثنان.
علا ليست ممثلة اساساً وهي متميزة جداً في عملها كإعلامية وكنا إلى جانبها وعملنا على دعمها والوقوف إلى جانبها بكل الإمكانيات المتاحة في اول تجربة درامية لها والنجاح الكبير الذي حققته علا سينعكس حتماً بصورة إيجابية كبيرة على الحركة الفنية الأردنية ككل كونها في النهاية باتت تعتبر فنانة اردنية هي حققت نجاح كبير جدا،
لماذا لم تفكر في تكرار التجربة مع علا خاصة بعد النجاح الهائل الذي حققتماه سويا وهل عرض عليها العمل في “العقاب والعفراء”؟
نعم كانت هي المقترحة الأساسية لدور العفراء ولكن ارتباطها الإعلامي مع MBC وارتباطات إعلامية سابقة لها منعتها من التفرغ والعمل معنا.
هي إعلامية في الأصل وكان لعملها في الإعلام الأولوية ولم نستطع ان نتوافق على توقيت يناسب الطرفين فتم اقتراح نسرين طافش التي نعتز جداً بوجودها معنا وهي رائعة على جميع الأصعدة ونعتبر وجودها أفضل الخيارات لنا.
كما اننا على يقين تام بانها ستساهم بشكل كبير جدا في إنجاح هذا العمل
الفنان الأردني يظهر بشكل مغاير في الأعمال التي تقومون بإنتاجها او عندما يكون في أعمال عربية مشتركة بينما يعتبر الجمهور ظهوره متواضعاً في الانتاج الأردني الرسمي، برأيك ما السبب في ذلك؟
في البداية لا بد من التأكيد على ان الفنان الاردني هو فنان مبدع لا تنقصه الموهبة أو الكفاءة ولكن يجب تهيئة الظروف المحيطة التي يعمل بها والتي يقع على عاتق المنتج توفيرها لها لحصد أفضل النتائج الإيجابية.
اما في حال لم يتواجد المناخ الجيد والمتطلبات الأساسية للإبداع فان أي فنان سواء كان أردني او غيره يمكنه إبراز مواهبه وتقديم الإبداع ، وبالتالي يجب توفر المناخ الجيد والنص الجيد والراحة النفسية والأجر الجيد كذلك لكي يبدع الفنان و غير ذلك ستكون الأمور صعبة
ربما يكون العقاب والعفراء أول مسلسل يتم تصويره استعداداً للموسم الرمضاني المقبل والانتهاء من التصوير مبكراً يمنحك الوقت لإنتاج عمل آخر فهل تفكر في ذلك
نعم بعد الإنتهاء من العقاب والعفراء سيكون هناك عمل عربي مشترك (اردني، مصري خليجي) ومن المتوقع ان نبدأ العمل به مطلع العام القادم وسيكون التصوير في الأردن ومصر واحدى دول الخليج العربي
العديد من الممثلين تكرروا معك في جميع اعمالك ما سر ذلك ؟
الواقع الذي لا يمكن انكاره ان أعضاء الحركة الفنية في الأردن عددهم قليل اجمالا وانا أحب ان اعمل مع اشخاص يعرفوني واعرفهم بشكل جيد لتأمين الجو الأسري في العمل، هؤلاء رفقاء درب منذ 25 سنة بدأنا رحلة كاملة معاً ونكمل بعضنا البعض كل في دوره.
هم متواجدين ليس لأنهم اصدقائي ولكن لأنهم مناسبين للأدوار التي يؤدونها في المسلسلات
كاتب السيناريو نور عوض الدعجة
هل تشعرون بمسؤولية في تسويق الأردن سياحياً من خلال الدراما التي تقدمونها ؟
نعم هي إحدى مهامنا التي نعتز بها ونحاول ان نصور في جميع الأماكن السياحية لتسويقها خارجاً ونعرضها بطريقة مميزة تجذب المشاهد وتدفعه للحضور إليها
هذا واجبنا تجاه وطننا الذي ننتمي له ونفتخر بتسويقه سياحياً ولجميع المواقع السياحية سوءا في الجنوب او الشمال فالأردن يضم اماكن اثرية غنية جدا واجب الدراما تسويقها عربيا
هل لك ان تعرف القارئ بنبذة عن مسلسل “العقاب والعفراء”
احداث المسلسل تتحدث بشكل رئيسي عن شخصية العقاب وهي شخصية تسعى للثأر من بعض الأشخاص الغير سويين ومن خلالها تبدأ الاحداث بغزو إحدى القبائل وقتل شيخها بعد وشاءت الاقدار ان هذا العقاب يقع في حب ابنة هذا الشيخ الذي قتله وهي “العفراء” ويبدأ الصراع بين الحب والواجب خاصة بعد ان تتحرك مشاعر العفراء ولا تعرف ان من تحبه هو أحد افراد القبيلة التي قتلت والدها وبعد ان تكتشف هذا الشيء يبدأ الصراع بين الحب والواجب وبين حبها لهذا الشخص وواجبها لوالدها ودمه
كما ان المسلسل يخلط بين ديرتين ومختلفتين هما الغجر لذلك سنشاهد ديرة للغجر تتدخل بأحداث العمل بطريقة درامية محبوكة جيداً ولأول مرة سنجمع الغجر والبدو بعمل واحد.
العمل كما ذكرنا من بطولة عبد المحسن النمر ونسرين طافش إضافة إلى عدد كبير من نجوم الدراما الأردنية ومنهم جولييت عواد وجميل عواد وعبير عيسى ومحمد ضمور ورانيا فهد وسهيل فهد ومحمد العبادي ونبيل مشيني وشاكر جابر ولونا بشارة وعلا ياسين وباسلة علي ومنذر خليل وحسن خمايسة وعمر حلمي و علا مضاعين غادة عباس.
المنتج عصام حجاوي كل الشكر والاحترام لك