اعيش لاشحد
يرتدي قميص وكرافات وجاكيت بدلة فاخرة حضرت خصيصاً من ايطاليا، نظارته ماركة ريبان وساعته روليكس يتجاوز ثمنها ثمن شقتي، في يديه سيجار كوبي صنف اول، يرتدي بنطال من البالة ممزق ومرقع، قدماه حافيتان قذرتان مشققتان يغوص فيهما الوحل.
على طول الإشارة الدولية يقف بالساعات، ينادي ويتسول من المارة، بخاصة ان كانوا من ذوات البشرة البضاء والعيون الزرقاء، ذهبت إليه في إحدى المرات ودار بيننا هذا الحوار:
:-ياخي بدي اسالك، ليه بتشحد؟
:-عشان اعيش.
:-طب ياخوي بدال ما تشحد ليه ماتروح تشتغل؟
:-ومين قالك اني مابشتغل، انا كل يوم بقضي طول النهار والليل على الإشارة، يعني بشتغل اوفر تايم.
:-طب ما تبيع هالساعة اللي لابسها وتعيش.
:-مين قلك اني مش عايش، انا عايش احلى عيشة.
:-طب مادامك عايش احلى عيشة، ليه ماتشتريلك بنطلون بدال هالمزع، او اشي يستر رجليك، بدال ما انت ماشي حافي؟
:-ايوة هذا اللي ناقص، عشان ماحد يشحدني، حبيبي انا عايش بنصي التحتاني، لو اشتريت بنطلون ببطل حد يشحدني قرش.
:-انا كمان قلت هيك .. برافو عليك!
