المشاركة في ورشة المنامة / عمر عياصرة

المشاركة في ورشة المنامة

الكتاب المقربون من الحكومة والقصر، يدافعون عن مشاركة الاردن في ورشة المنامة التي ستدشن الجانب الاقتصادي من صفقة القرن.
هؤلاء يرون الغياب مستحيلا وصعبا واشكاليا، ويقولون ان للغياب كلفة على الاردن لم يشرحوها لنا، الا من باب اغضاب الولايات المتحدة الامريكية التي لا نملك اغضابها باعتبار انها الطرف الوحيد الذي يقدم لنا المساعدات الاقتصادية.
طبعا هناك عدم انسجام في رأي بعض الزملاء، انهم يفصلون بين المسار السياسي والاقتصادي، معتبرين ان المشاركة في البحرين لا يعني القبول بالشق السياسي من صفقة القرن.
ندرك ان وضع الاردن محرج، لكن ورشة البحرين بالنسبة لنا يجب ان تشكل تمرينا تعبويا على رفض الشق السياسي من صفقة القرن.
يجب ان نختبر ارادتنا، ونختبر لاءاتنا الثلاث كيف تعمل، ومن ثم اذا ما ناقشنا «قصة الكلفة» «والغضب الامريكي» فهو قادم لا محالة اذا ما رفضنا الشق السياسي من الصفقة.
حتى الآن لم يصدر موقف رسمي اردني واضح من المشاركة، وهذا لا يطمئن، ولعل الدولة تراقب ردود الفعل الداخلية، او تريد اختراق الرفض الداخلي لتهيئة الاجواء لقبول المشاركة.
او ربما تنتظر الدولة ردود فعل العرب على الورشة البحرينية، وللاسف، المواقف سائلة، باستثناء موقف ابو مازن القوي والواضح والمنسجم مع المواقف السابقة من الخطة الامريكية.
النقاش الوطني الاردني حول المشاركة واضح النتيجة، فالكفة تميل لصالح رفض المشاركة، ولا اعتقد ان ثمة تغييرا سيطرأ على ذلك، ومع ذلك ارجح ان الدولة ستذهب الى البحرين.
ما اتمناه ان لا نذهب للمنامة، فالرفض هو خيارنا الوحيد لمقاومة الخطة الامريكية، كما اننا مطالبون بمساندة الموقف الفلسطيني الاقرب لمصلحتنا، اما موقف البحرين والسعودية فبعيد عنا ويضعفنا اكثر.
اما اذا ما قرر الاردن الذهاب الى البحرين، فعليه ان يوضح لنا لماذا يذهب بوضوح، وانصح ان تكون القيادة الفلسطينية بصورة موقفنا، لأن شعورها بالخذلان لا يشكل مصلحة او منفعة لنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى