حلّ و رَبط / يوسف غيشان

حلّ و رَبط
شاخ الأسد ، فقرّرت حيوانات الغابة استبعاده عن الرئاسة ، واتفقت الحيوانات على أن تسلّم رئاستها إلى الحيوان الذي يقدر على ربط الأسد إلى شجرة ، ويتمّ تنصيب الرئيس الجديد في ظلالها .
كلب ذكي ، ذهب إلى الأسد وقدّم الولاء والطّاعة وقال له :
– ستبقى دائماً وأبداً سيّدي ، ولا أخفيك سرا ، فقد قرّرت الحيوانات استبعادك عن الرئاسة وإعطاءها لمن يتغلب عليك و يربطك إلى الشجرة ، فما رأيك أن تسمح لي بربطك ، حتى أتولّى أنا هذه الرئاسة بدل غيري الذي قد يسيء معاملتك ، وسوف أفك قيودك فور تنصيبي ، ولن أنسى لك هذا الجميل ، وستظلّ سيدي دائماً؟
وافق الأسد على هذه الشروط وسمح للكلب بربطه إلى الشجرة .
بعد قليل توافدت حيوانات الغابة إلى الشجرة، واحتفلت بتنصيب الكلب سيّداً جديداً للغابة ، وبدأ الزمر والطبل والدقّ والرقص.
وفي غمرة الاحتفالات نسي الكلب فكّ وثاق الأسد .. وذهبت الحيوانات بعد الاحتفال ، ولم يبق غير الأسد المربوط الى الشجرة .. ولبؤته التي تحوم حوله بلا حول ولا قوة .. وصادف أن مرّ قرد من هناك ، فرجاه الأسد أن يفكّ وثاقه .
ظلّ القرد يعبث بالحبال بشكل عشوائي ، حتى انفكت معه ، وتحرّر الأسد .
قال الأسد لزوجته المصون :
– هيا بنا لنغادر هذه الغابة على الفور .
– ولماذا يا زوجي العزيز ؟؟
– لا أستطيع البقاء في مكان يُربط فيه الكلب ويحلّ فيه القرد .
من كتابي (لماذا تركت الحمار وحيدا؟) الصادر عام2008

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى