المديونية العامة مصدر قلق / جدتكو طعيسة

المديونية العامة مصدر قلق

تشكل المديونية هذا العام بالذات مصدر ضغط كبير على صانع القرار خاصة بعد أن يممت بعض الدول الشقيقة وجهها نحو غيرنا فلم يعد أمام أي حكومة مهما بلغت من الخلاص إلا جيب المواطن الأردني الذي عانى الويلات أمام هجرات متتالية زادت عدد سكانه وأرهقت بنيته التحتية وغيرت وجه مجتمعه .
فرغم أننا نحمي حدودا لا بأس بها ويرتب علينا الملف الأمني وملف حماية الحدود واللجوء السوري أحمالا إضافية لا تستطيع دولة بمفردها أن تحمل ما نحمله ولا يستطيع شعب أن يتحمل ما يتحمله الأردني من ضغط وفقر وارتفاع في الأسعار وكل ذلك على حساب قوت يومه ومستقبل أطفاله .
يدرك المواطن الأردني جيدا أننا أمام مشكلة اقتصادية تطل برأسها منذ زمن فتقض المضاجع وترعب الجميع خاصة عندما يملي المعطي شروطا تتعلق بالسيادة وبالقرار الوطني فنحن في وضع لا نحسد عليه في قابل الأيام وما ننتظره لن يأتي وما علينا إلا أن نكون أكثر صراحة وأكثر مكاشفة لنعطي لوجودنا زخما نستحقه ونوجه مركبنا نحو بر الأمان وان لا نترك للخلجان وللصخور البحرية أن تقف حجر عثرة في طريقنا نحو التقدم .
من المعلوم أن الدول تخوض حروبا عندما تتهدد مصالحها الوطنية وتتخذ عدة إجراءات للحفاظ على حيوية مصالحها وعلى كيانها ومستقبلها وعنصر وجودها ولا يعقل أن نقف مكتوفي الأيدي أمام أوامر وتوصيات صندوق النقد الدولي وامام مديونية باتت تشكل رعبا لا يمكن التغاضي عنه وامام خدمة للدين ترهق ميزانية الدولة وامام تراجع الناتج القومي فكل هذه المشاكل باتت تشكل أرقا للمواطن العادي وقد ظهر ذلك بوضوح امام منح أُجبرنا نحو توجيهها للخلطات الإسفلتية بدل أن تكون ناهضة في الاقتصاد الوطني فطريق المطار رغم أهميته لم يكن مشروعا استراتيجيا وكان الواجب رصد موازنته لرفد الموازنة العامة للدولة وكذلك التوسع في الجامعات ” الدكاكين ” التي تخرج معلم الصف ومعلم المجال الذي لا مجال له والتربية الخاصة والعلوم السياسية والقانون … الخ وكلهم ينتظرون دورهم الذي لم يأت وإن جاء فلن يسد رمقا أمام غلاء الأسعار .
ما يؤرقنا ليست التعديلات الدستورية ولا قانون الانتخاب ولكن الدين لأن الدَّين حمل ثقيل وهم عظيم فقد استعاذ منه خير البرية صلى الله عليه وسلم حين دعا بهذا الدعاء الجامع : ” اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال”. فقد استعاذ من الدين ومن قهر الرجال ونحن نستعيذ كذلك من الدين ومكائد أشباه الرجال الذين ينظرون للملكة على انها الجانب الطيع وتناسوا مواقف المملكة الاردنية الهاشمية التي لم تتوان عن تقديم يد الخير لكل محتاج فقد حمت عروشا واوقفت توغل بعبع قادم من الشرق يعي الجميع خطر جثومه الى الشمال من حدودنا .
ننتظر موقفا يستحقه الأردن ؛ الأردن الذي قدم والأردن الذي وقف والأردن الذي صمد والأردن الشامخ فالأردني يعتب ويغضب لكنه لا يخون ولا ينتحب يعطي عندما يشح العطاء ويسمو عندما يعلو الغبار في السماء .
أما دورنا فهو التشخيص والعلاج ……..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى