العبزطروط / يوسف غيشان

العبزطروط
رجل يحمل شنطة عملاقة جلس بجانب آخر في قاعة الانتظار .. انتظار شيء ما لا يعرفه أحد ، عدا الرجل صاحب الحقيبة.
لم يتكلم في البداية ، لكنه بعد فترة أدار رأسه بسرعة وبراعة وقال للرجل الجالس بجانبه بحزم :
– أنا رايح ع الحمام ، فيه (عبزطروط) داخل الحقيبة ، لا تفتحها ولا تخلّي حدا يفتحها .
في الواقع لم يحاول أحد فتح الحقييبة ، حتى الرجل الآخر لم يأبه بالموضوع أصلا ً.
بعد قليل التفت الرجل صاحب الحقيبة مرّة أخرى إلى الرجل الجالس بجانبة في قاعة الانتظار وقال له :
– أنا رايح اشتري باكيت سجاير … دير بالك فيه عبزطروط في الشنطة ، لا تفتحها ولا تخلّي حدا يفتحها.
الرجل الذي لا يملك الحقيبة اعتقد أنّ الرجل صاحب الحقيبة مجنون ، لكنه نظر بفضول إلى الحقيبة متسائلا ً في نفسه عن هذه العبزطروط الموجود بداخلها .
بعد قليل قال الرجل صاحب الحقيبة للرجل الآخر :
– أنا رايح ع السوق الحرّة ، دير بالك تفتح الحقيبة ولا تخلّي حدا يفتحها ، لأنه فيها عبزطروط .
الرجل الآخر انتابه الفضول أكثر وأكثر .. انتظر قليلا ً حتى تأكّد بأن ّ الرجل صاحب الحقيبة قد دخل إلى السوق الحرّة ، تلفّت حواليه بحذر ، وبحذر أشد ّ فتح الحقيبة .
لدهشته .. فقد وجد فعلا ً أن ّ هناك عبزطروطا ً داخل الحقيبة !!!
قبل أن تتساءلوا عن ماهية ومعنى العبزطروط .. أقول لكم ، أنّ على كل ّ واحد منكم أن يفتح الحقيبة ليرى عبزطروطه الخاص . عليه ، أولا ً ، أن يتغلّب على مخاوفه وهواجسه ويفتح سحّاب الحكومات ليرى عبزطروطها .
لكل ّ وزارة عبزطروطها ، ولكل ّ مؤسّسة ولكلّ دائرة وكلّ مديرية .. باختصار لكل ّ شيء عبزطروطة الخاص .. فضيحته الخاصة !!
من كتابي(لماذا تركت الحمار وحدا)الصادر عام2008

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى