المتحذلقون في #شرح #اية #الضرب
د. عبدالله البركات
يتحذلق بعض #الشيوخ والدارسين في تفسير معنى الضرب في الاية (واللاتي تخافون نشوزهن. الى قوله تعالى واضربوهن). لكلي يوافقوا هوى البعض. ويقدمون حججاً وتفاسير واهية في ذلك. لا يصح تحريف الاية لارضاء احد. وحجج من قال بأن الضرب المراد ليس ما يفهم بما تعارف عليه الناس اليوم واهية. الضرب عندما يكون فعلاً له مفعول مباشر يختلف معناه عن الضرب بلا مفعول مباشر كقوله تعالى وضرب بينهم بسور. فليس هنا مفعول للفعل ضرب بل ليس الفعل هنا ضرب بل ضرب مع حرف الجر الباء. وفي كل اللغات اذا دخلت حروف الجر على الفعل غيرت معناه. بل قد تقلب المعنى كقولنا رغب في الشيء ورغب عنه . والمعنيان متضادان. ودفعه غير دفع له واحتج به غير احتج عليه وغير احتج له وضرب في الارض غير ضرب الارض. وضرب بكلامه عرض الحائط هو بنفس معنى ضرب في اية وضربوهن. والمفعول به هنا الحائط. والباء افادت الاداة. اي اضرب الحائط بكلامي. وضرب مثلاً وان اخذت فاعلاً فالمعنى اصطلاحي اي اعطى مثلاً. والمعنى (واضرب لهم {اي للناس }مثلاً) هو اعطهم وقدم لهم مثلاً. ولا يقاس عليها ضرب امرأة او ضرب طفلاً والا لكان معنى الاية محل الخلاف وأعطوهن وهنا نحتاج الى جار ومجرور يقابل كلمة (لهم) في المثال فلا يستقيم المعنى اي الإعطاء والتقديم الا ان نقول واضربوهن للناس وهذا لا يوجد في الاية. أما المعنى في قوله تعالى (واضرب بعصاك البحر) فهو الضرب المعروف. والمفعول به هنا البحر والباء للأداة أو الاله وهي هنا العصا. وكذلك المعنى في (واضرب بعصاك الحجر.) وربما يلاحظ ضعف الحجة عندما قال الشيخ عبدالكافي اضرب البحر اي باعد بين البحر وكيف كان سيشرح (واضرب بعصاك الحجر ) هل سيقول باعد بعصاك الحجر. والمعنى في قوله تعالى (فخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث ) هو الضرب المعروف فالاداة هنا الضغث وهو القليل من الزرع او القبضة من الزرع او اي نبات. والمفعول به مقدر وهو من حلف ان يضربها وهي زوجته لأنها تذمرت من البلوى. والمعنى في (وضرب بينهم بسور له باب ) اي أقيم وأنشئ.. والضرب في سبيل الله الجهاد وليس في اللغة ضرب سبيل الله. وضربنا على اذانهم في الكهف غير ضربنا اذانهم.
ولا اعرف كيف سيفعل الشيخ عبدالكافي وغيره ممن سبقوه في اختراع ذلك التفسير بالاية (فقلنا اضربوه ببعضها). وفي الاية (واضربوا منهم كل بنان. )ولا كيف سيفسر قوله تعالى (ولا يضربن بأرجلهن {اي الارض}ليعلم ما يخفين من زينتهن. ) فكل ذلك بمعنى الضرب المعروف. ولا كيف يفهم ما فعل سيدنا ابراهيم ( فراغ عليهم ضربا باليمين). حتى جعلهم جذاذا الا كبيرا لهم). ولا كيف يفهم الاية ( فضرب الرقاب).
أن افتراض ان ضرب المرأة والطفل والرجل لا يجدي وانه لا انساني ينطلق من القياس على الوضع السليم وليس على الحالات الشاذة. ولا شك ان كل واحدة من النساء عندها مثلٌ على امرأة تمردت وكادت ان تطيح بالاسرة وانها تستحق الضرب بالمعنى المتعارف عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته