الله يستر

الله يستر
مصطفى وهبي التل

نجح اضراب المعلمين.
الله يستر.
الله يستر لأننا تعودنا في العالم العربي على تلقي ضربات موجعة بعد كل انجاز شعبي.
نضحك على انفسنا إن صدقنا التصريحات الايجابية الرسمية وغير الرسمية التي حصلت بعد إنجاز المعلمين.
ونضحك على أنفسنا إن صدقنا أن الموضوع هو 20 مليون او65 مليونا او 120 مليون.
هل نسينا أن الحكومات والأنظمة العربية ترفض الاعتراف بوجود إرادة شعبية؟
هل نسينا ان الحكومات والأنظمة العربية قد تنحني قليلاً أمام ارادة شعوبها لكنها سرعان ما (ترد الصاع صاعين)؟
لا داعي أن نذهب بعيداً ولنبقى هنا في الأردن.
هل نسينا حكومة النسور والتي خلفت حكومة الخصاونة والتي من المفروض أنها كانت استجابة للربيع العربي عندما حلت محل حكومة الرفاعي؟ صدقنا أنفسنا بأن الشارع انتصر عندما تمت إقالة حكومة الرفاعي. لكن وبعد ان كشر النسور عن أسنانه ترحمنا على ابتسامة الرفاعي.
دعونا من الماضي ولنبقى في الحاضر. هل نسينا التفاؤل والامل عندما استلم الرزاز الدفة بعد الملقي الذي ظننا أن الشارع أقاله؟ كاتب هذه الكلمات كان من الناس الذين صدقوا أن الرزاز سيفعل شيئا من أجل الوطن واذا بالرزاز يفعل بالوطن.
الله يستر
لم يكد الحبر يجف على اتفاق الحكومة مع نقابة المعلمين حتى ظهرت أصوات هنا وهناك تتحدث عن دفع المواطن الأردني ثمن هذا الاتفاق من خلال ضرائب جديدة.
و(كحلها) الرزاز عندما صرح بعد فك الاضراب، أن علاوة المعلمين ستزيد من عجز الموازنة ، مشیراً إلى أن الحكومة وضعت الجانب المالي في كفة ومصلحة الطلبة في كفة أخرى!!
لا يا شيخ!!
120 او 65 او 20 مليونا للمعلم ستزيد من عجز الموازنة، أما 20 عاما من الفساد الواضح المنتشر في كل مكان فلا علاقة له بعجز الموازنة وزيادة المديونية؟
و 20 عاما من الترف والبذخ غير المسبوق على حساب الموازنة فلا علاقة لهما أيضاً بعجز الموازنة وزيادة المديونية؟
غداً ستغرق عمان وسترد الحكومة: الحق على المعلم. اعطينا (مصاري) المناهل للمعلم.
وبعده سيتأخر مشروع الباص السريع وستقول الحكومة: (شوفوا) المعلم. (مصاري) الزفتة راحت للمعلم.
وستنتشر الجريمة ويخرج الناطق الرسمي يبكي لأن (مصاري) بنزين سيارات الشرطة ذهبت للمعلم.
وسينهار الطب العام (على أساس انه خمس نجوم حاليا) وسيصرح وزير الصحة ان الوزارة اضطرت لتعيين طلاب الطب سنة أولى محل الأطباء لأن (المصاري) راحت للمعلم.
(آخرتها) سيخرج الشعب الأردني إلى الشارع متظاهراً:
ما بدنا مصاري للمعلمين مشان الله رجعوا المصاري للفاسدين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى