في ذكرى عيد تشكيل القوات الخاصة

في ذكرى عيد تشكيل القوات الخاصة
موسى العدوان

في مثل هذا اليوم 22 نيسان من عقد الثمانينات، كانت القوات الخاصة التي أقودها، تفتح ذراعيها لتستقبل جلالة الملك حسين – طيب الله ثراه – الذي اعتاد أن يشمل برعايته السامية، احتفالها السنوي بعيد تشكيلها. وكنت في هذه المناسبة وبتخويل من القيادة العامة، أدعو كبار الشخصيات المدنية والعسكرية في البلاد، لحضور ذلك الاحتفال. وكنت في الوقت نفسه، أحرص على دعوة أبناء شهداء القوات الخاصة، ليجري تكريمهم من قبل جلالته.
كانت القوات الخاصة التي لم تحمل سوى اسمها المجرد في ذلك الحين، مهوى أفئدة الشباب الأردنيين من الضباط والأفراد، لأنها كانت تعني لهم قوات المغامرة والمهام الخطيرة، التي تتطلب التضحية والفداء من أجل الوطن. فكان ضباطها وأفرادها يتم انتخابهم حسب شروط معينة، وبعد إجراء مقابلات شخصية لهم. ومن ينضمون إليها وكانوا يفتخرون بلباسهم المموه، تزين صدورهم أجنحة المظليين، وتعلو رؤوسهم بشعار الجيش العربي ( البيريه الخمرية )، التي تشبه بجمالها زهرة الأقحوان.
خلال قيادتي لهذه التشكيلة المميزة لمدة سنتين ونصف، من بداية عام 1980 وحتى منتصف عام 1982، أجريت احتفالين في عيديّ تشكيل هذه القوات، كان أحدهما في عام 1981 في منطقة العالوك غربي مدينة الزرقاء، والثاني في عام 1982 على الضفة الجنوبية لسدّ الملك طلال جنوبي مدينة جرش، وكلاهما كانا مشمولين برعاية القائد الأعلى جلالة الملك حسين.
لم تكن تلك الاحتفالات مناسبة للأهازيج والدبكات وتناول الطعام، بل كانت مناسبة لإظهار مهارات القوات الخاصة، في المهام التي قد تسند إليها في الحرب، وعرضها أمام ممثلي الشعب الأردني من مختلف القطاعات. فكانت تشمل عمليات الإغارة على أهداف معادية بالطائرات العمودية، وعمليات الإغارة برا بعمليات الكوماندو، وعمليات الإغارة البحرية على الشاطئ البعيد، ثم استعادة القوة المهاجمة إلى القاعدة بعد تنفيذ مهمتها، بواسطة الطائرات العمودية من وسط البحر.
هذا بالإضافة إلى إظهار قدرة أفرادها، على استخدام المتفجرات ضد الأهداف المعادية، وإجراء مسابقات في دقة الرماية الفردية، وبيان اللياقة البدنية التي يتمتع بها الأفراد، وأخيرا القفز الحرّ بالمظلات من ارتفاعات شاهقة، والهبوط في نقطة محددة أمام الحضور. كان القصد المضمّن في هذه النشاطات، إظهار العمل بروح الفريق، والروح المعنوية العالية التي يتمتع بها رجال القوات الخاصة، إضافة إلى ذلك تعليم الضباط الصغار والأفراد، دروسا في عمليات القوات الخاصة المختلفة، والتي قد تُسند إليهم مستقبلا.
وبهذه المناسبة التي غيب القدر بها جلالة الملك حسين، كما غيب احتفال القوات الخاصة مقرونا باسمها المعروف، ليستبدل باسم ” لواء محمد بن زايد / التدخل السريع “، فإنني أشعر بالحزن لما آل إليه تاريخ القوات الخاصة.
ولا يسعني اليوم إلا أن أترحم على أرواح من كان لهم الفضل في تأسيس هذه القوات المميزة، ابتداء من اللواء الركن محمد بشير، واللواء الركن أحمد علاء الدين، والعميد الركن منصور الكايد العساف. رحمة الله عليهم وعلى المتوفين من رجال القوات الخاصة جميعا، وأتقدم بالتهنئة في هذا اليوم لمن سبق لهم الخدمة في القوات الخاصة وما زالوا على قيد الحياة، وأقول لهم : كل عام وأنتم بخير.
التاريخ : 22 / 4 / 2021

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى