الكذب وفنونه / مصطفى الشبول

الكذب وفنونه

أجمل ما ذكر من قصص و نوادر العرب ،هو عندما سأل غلام حكيماً : ما هي الشجاعة ؟ فأجاب الحكيم : بأن الشجاعة أن لا تنتقم ممن أساء لك بل تتحمل وتصبر ..فقال الغلام للحكيم وهل تمتلك الشجاعة ..فقال الحكيم : نعم ….فبصق الغلام على وجه الحكيم ليختبر شجاعته ..فقام الحكيم وضرب الغلام ضرباً مبرحاً وفرك وجهه ومردغه بالتراب …فقال الغلام للحكيم : والله أني كنت عارف انك كاذب ..( قال صبر قال)…
لا تسألوا عن الشجاعة فحسب بل فاسألوا اليوم عن الأمانة وضياعها وعن الصدق وأصحابه وعن الوفاء وأداء الحقوق …اسألوا عن الحلال والحرام ..اسألوا عن النصب والاحتيال ..اسألوا عن النفاق .. اسألوا عن بر الوالدين وقطيعة الأرحام ومعاملة الجيران …
قبل شهور خرج لنا مذيع على شاشة التلفاز يتحدث عن بر الوالدين وكيفية التعامل معهم ويسب ويشتم من يعقّهما ..لتكشف لنا الأيام بأن أمه تسكن في دار العجزة ولا يزورها إلا بالأعياد …
وبالأمس القريب ليس بالبعيد خطيب للجمعة يصرخ في وجوه الناس ليخبرهم عن حرمة الدخان وتحريمه ومضاره وحرمة بيعة والمتاجرة فيه..وصندوق الدخان ( قولد كوست ) يظهر من جيبة ثوبه الأبيض…
فالأحداث كثيرة من هذا النوع .. والمنافقون يزدادون كل يوم ..والناس تصدق كلام هذا وتثق بكلام هذا …والقصة الجميلة التي حدثت قبل سنوات ، عندما انتشر خبر وجود وظهور ضباع ووحوش تخرج في ساعات الليل المبكرة في موقع ما.. مثل ( خربة ماجد ) وتم إذاعة هذا الخبر على كافة أنحاء المعمورة …فتجنب الأهالي المرور من هذا الموقع حتى بالنهار … و أصحاب المزارع الموجودة هناك أحكموا أبواب مزارعهم ولم يستطيعوا البقاء فيها لوقت متأخر ..ليكتشف أحد الصيادين الفضوليين بوجود من شاع الخبر يحفرون ويبحثون عن دفائن ( لقايه) في تلك المنطقة…
فلا تأخذهم أحاديث من يتكلم عن الفضائل مهما كان شكله حتى ولو أجاد العزف على مشاعركم وأحاسيسكم وأذرف الدمع من أعينكم.. بل انظروا إلى أفعاله ومعاملاته …ولا تصدّق كل ما تسمع وصدّق نصف ما ترى..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى