الكاشف

#الكاشف

د. #هاشم_غرايبه

كشف العدوان الهمجي على غzة العزة، زيف ادعاء العلمانيين العرب بتحضر الغرب واحترامهم لحقوق الإنسان.
فما هم إلا امتداد للسفاحين الأوروبيين عبر كل العصور، من “أتيللا” و”نيرون” الى “هتلر” و”ستالين”.
كما أنه كشفت النقاب عن منافقي الأمة، ليتبين أن ما تخفيه قلوبهم المريضة بعداء منهج الله، هو أعظم من مجرد الخلاف سياسيا مع الذين يدعونهم بالإسلاميين، بل هو حقد دفين متوارث على كل من يتبع منهج الله، وإرصاد بالدعاة الى تحكيم شرعه في ديار الإسلام، وثبت ذلك باعتراف الأعداء بأنهم طالبوهم سرا بالقضاء على المقاومة الإسلامية قضاء تاما، لكي لا تبقى إلا المزيفة منها، التي تكتفي برفع الشعارات الشعبوية، فيما هي تساهم فعليا بترسيخ الاحتلال وحمايته تحت مسمى المقاومة السلمية.
لكن هيهات أن تعود الأمور الى ما كانت عليه، وبإذن الله ستكون معركة الطوفان، كما معركة الخندق، نقطة تحول تحدث تغييرا شاملا لما أراد معادو منهج الله ترسيخه كأمر واقع لا مفر منه، ومن تلك التغيرات:
1 – ستخرج المقاومة الإسلامية سالمة بعون الله ومدده، ويبدأ التحول من تلقي الضربات بلا قدرة على ردها، الى الردع وتفكير العدو ألف مرة قبل أن يقدم على أي عدوان، تمهيدا الى الانتقال الى مرحلة التحرير.
تماما مثلما كانت معركة الخندق، فقد جمع المشركون والمنافقون الجموع، وقد سماهم الله تعالى بالأحزاب، كون انتماءاتهم متباينة ومصالحهم متضاربة، لكنه اجتمعوا على مبدأ واحد هو العداء لمنهج الله، تماما مثل تجمع الغرب هذه الأيام، ومثلما غرهم تفوقهم العسكري الساحق تلك الأيام، فزين لهم أنهم بإمكانهم اجتثاث الإسلام نهائيا، لذلك رأينا الأحزاب الأوروبيين هذه الأيام يدمرون ويقتلون أهالي المجاهدين بلا تفريق بين طفل وامرأة وشيخ، اعتقادا بقدرتهم على القضاء على المجاهدين عن بكرة أبيهم.
لقد أراد الله أن لا يقصم مؤامرة الأحزاب في مهدها، بل أمد لهم ليكبتهم بعد أن يغتروا بقوتهم وكثرتهم، فيسقطوا من حالق، ليكون السقوط ماحقا، مثلما أراد امتحان صبر المؤمنين وكشف النفوس، فلم يأتهم بالنصر إلا بعد أن ضاقت الدنيا عليهم من الحصار، وبلغت قلوبهم الحناجر من الخوف.
وكذلك سيكون الأمر بإذن الله للصابرين المرابطين في أرض العزة.
2 – الهزيمة عسكريا لقوات العدوان ليست منتظرة لتحقق انتصار المجاهدين ، بل يتمثل النصر بفشل المعتدين في تحقيق المبتغى، وانسحابهم خاسئين.
وذلك ما حدث في غزوة الخندق، فقد انسحبت جموع الأحزاب، ليس عن هزيمة عسكرية، بل خائبة بعد أن عجزت عن تحقيق مبتغاها، لكن النتائج الفورية كانت بالردع عن التفكير بغزوها للمسلمين بعد ذلك، فتحولت الموازين، فكل المجابهات بعدها، كان المسلمون فيه في موقع الهجوم، الى أن تم تحرير البيت الحرام نهائيا والى الأبد.
3 – من الآن فصاعدا، ستصبح المقاومة الإسلامية هي الممثلة الشرعية والوحيدة للأمة عموما وللفلسطينيين خصوصا، وسوف تغربل المقاومة الفلسطينية، فالصادق منهم سوف يتحالف معها، وأما الزبد والغثاء (سلطة أوسلو) فسيلقى في مزبلة التاريخ، لذلك سنجد ولادة جديدة للمقاومة المسلحة في الضفة الغربية متحالفة مع المقاومين في غzة.
4 – سوف تصبح الأمور صعبة أمام الأنظمة العربية، إذ سيتوقف قطار التطبيع، ويبدأ التراجع عنه، ولن يجرؤ الذين كانوا على وشك الالتحاق به على إكمال خطوات التحاقهم به، ومن يبقى مصرا على نهجه الخياني سوف يصطدم مع ارادة شعبه، وبالتالي سوف نرى سلسلة من التغييرات الهامة في النظام العربي، استئنافا لثورات 2011، والأنظمة التي ستستجيب لشعبها، ستبقى، أما التي لا تجرؤ على الخروج عن أملاءات الغرب، فتسقط.
لذلك نرى الآن فرزاً واضحا، قسم الأمة الى الفسطاطين المعروفين، الأغلبية الساحقة هي التي تدرك وجاهة النقاط الأربع السالفة الذكر، ولأنها تؤمن بوعد الله فهي تراها متحققة حتما، والأقلية الضئيلة التي تمثل منافقي الأمة عبر كل العصور، ولأنها تعلم في قرارة نفسها قرب تحققها، فهي تأمل باستبعاد ذلك، وتبذل قصارى جهدها لأجل ذلك،
يتمثل هؤلاء حاليا في فئة ينشرون اشاعات العدو الكاذبة عن تحقيق نصر زائف، ولما لم يجدوا دليلا عليه لذلك لجأوا الى ترديد أكذوبة أن مستشفى الشفاء هو مقر القيادة، للقول بأن احتلاله هو النصر.
فالإيهام بتحقق الهدف هو أولى بشارات التراجع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى