
الكاشف في فن الحلاقة عالناشف
بمناسبة عيد ميلادي ، غير المجيد، أهدتني زوجتي ماكنة حلاقة كهربائية، تحلق الوجه، عالناشف، اضافة الى رشحة قوية أعاني من هجماتها المرتدة حتى ساعة اعداد هذا المقال.
جربت الحلاقة على الناشف، فوجدتها جيدة وغير مؤلمة وسريعة ونظيفة، بعكس التفكير المسبق عنها بأنها مؤلمة، وذلك حسب التعبير الشعبي، الذي يقول (حلقله عالناشف)، وتعني ان شخصا ما فعل امرا سيئا لشخص اخر او تجاهله .لكني تذكرت ان الحلاقة على الناشف شعبيا، المقصود بها حرفيا الحلاقة بالماكنة القديمة ذات الشفرة ، دون استخدام الصابون او الماء، مما يملأ الوجه بالجروح الظاهرة والمخفية، ولا يحلق الوجه جيدا.
الحلافة على الناشف، بشفرة بادحة:
هذا مافعلته احزاب المعارضة الأردنية في الشعب قبل ان تحلق له الحكومات، وتركته يواجه مصيرة ، وكانت الشفرة البادحة هي بيانات هزيلة ومواضيع إنشاء بايخة..طبعا جميع الأحزاب المرخصة فعلت لك من اجل خمسين من الفضة، او بوسه عالطاير من فوق السطوح…تركته فريسة للفيروسات والميكروبات تماما كما تركتني الرشحة التي اعاني منها الان.
قد لا ألوم احزاب اليمين كثيرا ، بعد ان صارت عبارة (الغاية تبرر الوسيلة) التي يستخدمها الطغاة على مدى التاريخ، هي الشعار الأوحد التي يضم اليمين واليسار والوسط تحت مظلته الزائفة.
قد لا ألوم اليمين كثيرا، لكني ألوم اليسار بكامل اطيافه، الذي يعتبر نفسه قائدا للجماهير وممثلا لها ، ويختلق مبرر وجوده وتواجده من هذا (الإعتبار)، لكنه يترك الجماهير بلا قيادة، لا بل يتركها بلا مشاركة معها في الهموم والتوجهات، ولو على سبيل التسلية.
اعتقد ان لافتات احزاب اليسار تم اختطافها، كما تم اختطاف الربيع العربي، من قبل كائنات بيروقراطية بائسة ، لا تفكر الا في استمرار زعامتها لهذه الكيانات الوهمية.
هذا يتركنا امام جماهير بلا قيادة، نعرف جميعا ما يمكن ان تفعل من تدمير، اذا هاجت بلا تنظيم وقيادة….. على الأقل في المرحلة الأولى ، قبل ان تبتكر قياداتها الفعلية والفاعلة والحقيقة ، وتحلق لليمين واليسار ، على الناشف ، لا بل على الأنشف.
أنا طبعا مصاب بالرشح، كما اسلفت، وافقد حاليا بعض الحواس…لكن رغم الرشح، فإن رائحة ما يفعلة اليسار الأردني تزكم الأنوف.
ghishan@gmail.com