القطط مرّة أخرى

القطط مرّة أخرى / #يوسف_غيشان

هل قلت لكم انني من عشاق #القطط؟؟انا كذلك ، ولي معها اقاصيص وروايات و #قصص #عشق . وما زلت حتى الان اضع قطتي في حضني عند النوم، ونتنافس وزوجتي وبناتي وأنا على احتضان بساسنا.
كانت عندي في الزمانات قطة تعشق الصحف الورقية، فما أن تراني مقبلا من الخارج – في ذلك الوقت-متأبطا صحفي وكتبي، حتى تبدأ بالتلمظ وهي تنظر بتلهف ووله للصحيفة، لا بل تقفز عليها، في محاولها لاقتناصها من بين براثني.
في بداية زواجي، تعرضت للفصل من أول عملت صحفي أتسلمه في صحيفة حزبية، فوقع الطفر وقلة الزفر. لكن كانت لدينا القطة “عزيزة”، ففي ذات جوع هجمت على بيت الجيران، وحاولت انتزاع دجاجة مجمدة من يد بنت الجار، فما كان من الجيران ألا أن اعطونا الدجاجة، على اعتبار أنها صارت نجسة، أو شيء من هذا القبيل، لأن القطة عضتها. طبعا تعرفون الباقي. أكلنا نحن وعزيزة وشبعنا لمدة يومين.
قطتي التي كانت تلتهم الصحف التهاما، كان اسمها “سالي”، بالمناسبة بناتي هن من يقمن بالتسمية وليس أنا، أما قططي قبل الزواج، فكانت بدون أسماء. كانت سالي قطة مجنونة، وكانت تقفز على الصحف مهما كانت عربية أم محلية، عربية أم اجنبية أم بلغة الإسبرنتو،ملحق ثقافي أم ملحق سياحي أم صفحة وفيات .. لا يهم.
بعضكم لا يصدق قصة عشق قطتي للصحف،لكن انتظروا قليلا ، لشرح القصة وما فيها:
القصة، يا سادة يا كرام، أنني كنت أطعم قطتي عن طريق وضع الأكل على جريدة، لذلك وحسب نظرية “المنعكس الشرطي” التي وضعها العالم الروسي بافلوف، قبل قرون، حيث قام بتعليم حيوان تجارب بأن الطعام يأتيه فور سماعه لصوت محدد للجرس، بعد فترة، صار لعاب الحيوان –أعتقد أنه كان كلبا-يسيل حينما يسمع صوت الجرس، هذا ما كان يحصل مع قطتي الرؤوم التي تلتهم الصحف وما عليها بحماس شديد، وكانت تعتقد أن الصحف تعني الأكل.
المهم ، اكتشفت من ذلك الوقت، بأنني وقطتي نعتاش من ذات المهنة.. ونأكل طعامنا ونشرب شرابنا من الصحف.
كما اكتشفت انني وعائلتي وأقاربي ومدينتي ومحافظتي ودولتي وقومي وقطتي، يمارسون علينا يوميا، لا بل يطبقون، نظرية المنعكس الشرطي في الأخبار والأنباء والمواقف والتحليلات، وفي جميع وسائل الاتصال الاجتماعي وفي الطعام طبعا.
وتلولحي يا دالية

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى