طرمبة فلِت / رائد عبدالرحمن حجازي

طرمبة فلِت

مع بزوغ الشمس ها هي سليمة تحمل على رأسها المعجن متوجهةً للطابون لتباشر بخبز العجين , قابلتها عمتها زريفة ولاحظت بعض البثور بوجهها .
فقالت لها : وشو مال وجهتش يا سليمة اتقولي منقبيته بمسلة ؟ سليمة : آه … أه يا عمتي والله طول الليل ما غمظلي جفن , ذبحنا هالقارص يا عمتي , وبعدين مع هالحتشاية .
زريفة : مهو الحق عليتش لويش ما تدرعي الشنبر وترديه على وجهتش يومنتش تنغمدي.
سليمة : الله يسامحتش يا عمتي مهو الواحد من الشوب مش طايق حاله , أُخرى بدتش اياني اتلهمد بالشنبر.
زريفة : ئي مشطرتش بالحتشي , لعاد هيتش أحسنلتش وجهتش مثل قاع لوح الدراس , انعثري من خلقتي وروحي تشملي شغلتش .
تذهب سليمة وهي تتمتم كعادتها (أميت الله بده يوخظ أوداعته واتريح منتش).
وفي هذه الأثناء يُطل حفيد زريفة المدلل وهو محسن الإبن البكر لسليمة , وقد أمتلأ وجهه هو الأخر بالبثور والنُدب , فتعاجله جدته زريفة وتقول له : وأنت كمان يا بعد عمري ماكلك القارص ؟ يامال الأكولة اللي توكله . وهنا يقطع حديثهما صوت المختار مثقال قائلاً : وشو بي يا أم طايل من صباحية ربنا وحستش طالع ؟ مالتش وشو بي ؟ فتجيبه زريفة : لد لد يا أبو طايل شلون القارص ماكل وجه الولد , خوف الله شونة هالجلّة هي اللي جابتلنا جهد البلا , أني مش قلت لك لا تحطهاش بحوش الدار لد هاظا هي لمت قارص القرية كله عِنا. فيقول لها مثقال : بسيطة يا حُرمة اني سمعت إنه الإقطم (الدكنجي عبدالله) جايب دوا للسوالف هاي , هسعيات بروح لعنده وبجيب منه .
يتوجه المختار لدكان عبدالله وبعد السلام قال له : سمعت انك جايب دوا للقارص يا عبدالله
عبدالله : أه والله يا مختار قصدك عن الفلِت
مثقال مستغرباً : فلِت ! وشو هو هاظ الفلِت ؟
عبدالله : هاظا يا طويل العمر مثل ما تقول يعني سم بقتل القارص والبق والصراصير وما بخليش ولا باهشة إلا وبقظي عليها .
مثقال : معقول هالحتشي يا عبدالله ؟
عبدالله : له يا مختار أني بنفسي جربته , وصدقني إنه هواة بهواة .
مثقال : لعاد اعطيني منه شوية تا أجربه .
يستدير عبدالله للخلف رافعاً يديه للرف العلوي ليتناول قطعتين . ويقول للمختار : هاك يا مختار هاي الطرمبة بتعبيها لنصها من العلبة هاي وبتوفي ملاتها مي , وبترش منها بالغرف , أبس دير بالك ترى المادة هاي قوية وبتقتل جمل , ولا تخلي حدى من أهل الدار يفوت عالغرف غير تا ريحتها تروح , يعني زي ما تقول بعد ما ترشها بساعة .
مثقال : والله خوفتني يا عبدالله !
عبدالله : ها تشيف لعاد مش قلت لك هاظا هواة بهواة .
يا تُرى هل هذا المبيد فعلاً تاثيره قوي لهذه الدرجة ؟ وإن كان كذلك أليس بعض البشر أولى به من البعوض ؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى