
النفط الجديد بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا
سهيل حدوث
لا شك أن الوضع الإقليمي بالعالم العربي يمر بمرحلة انعطاف تاريخية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي. فيعتبر الذهب الأسود، النفط، هو من اوائل الدخل القومي للبلدان العربية والتي منها البلدان المنتجة وذات الاحتياطات الضخمة منها على سبيل المثال؛ المملكة العربية السعودية والكويت والعراق وفي شمال افريقيا; ليبيا والجزائر.
انحسار أسعار النفط العالمية يعود نتيجة للاستكشافات الحاصلة بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي توعد بوجود احتياطات مهمة من النفط الصخري أو غاز الشيست لمكامن منتجة. وعليه ابتعدت الولايات المتحدة الامريكية مؤقتاً عن أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
التغييرات الحاصلة بالعالم العربي على المستوى الاجتماعي هي متسارعة، مع ظهور تكنولوجيات جديدة تقدم نوع من ثقافة تسويقية تحت هوية تكنولوجيا المعلومات، خصوصاً أن مجموع سكان العالم العربي 359 مليون نسمة، 70% هم فئتي الشباب الصغرى والكبرى حسب صحيفة مراقب الشرق الأوسط. .
وعليه باتت تتجه بعض البلدان العربية نحو التنويع لمصادر الدخل القومي بعيداً عن النفط، دولة الامارات العربية المتحدة لها تجربتها الخاصة مع تقنيات تكنولوجيا مالية جذابة للإنشاء أو لدخول شركات رائدة في أسواق التكنولوجيا المالية مثل Equiti فالإمارات له سوق مالي نشط وقوي، تتدفق فيه كل الشركات المالية وبتكنولوجياتها الحديثة التي طورت من شكل ومفهوم ادخال التقنية الى البنية المالية في البلاد. مع عوائد من النقد الأجنبي يصل إلى المليارات.
تجربة السعودية ليست ببعيدة، لقد خلقت المملكة أرضيات وتسهيلات جديدة لاحتضان الوسط التكنولوجي وتطوير الشركات السعودية الإلكترونية، على غرار استحواذ شركة Gulf Capital ، شركة استثمارية سعودية، على حصة قدرها مليار ريال سعودي لشركة Geidea، الشركة الرائدة في توفير حلول الدفع الإلكتروني والتقنيات المالية ، حسب تقرير صحفي لصحيفة عرب نيوز باللغة الإنكليزية.
أضف إلى ذلك مبادرة الشركة النقدية العملاقة Fintech بالمملكة العربية السعودية، وذلك بوضع تصورات وخارطة طريق لتبني تكنولوجيا البلوكشين بالأسواق المالية السعودية. البلوكشين أو بما تُعرف بسلسلة الكُتل هي تكنولوجيا لشبكة مشفرة معلوماتية لتخزين المعلومات ولنقل البيانات بطريقة غير مركزية وسريعة وآمنة، تستخدم لأداء المعاملات المالية الرقمية بسرعة فائقة والتي تسمح بتطوير بنية مالية ذكية في التداول الإلكترونية. تعتبر هذه سابقة في العالم، لأن حتى بعض الدول المتقدمة تكنولوجياً لم تطرح بعد مثل هذه من تقنيات حديثة.
يوجد عوامل جاذبة لشركات التكنولوجيات المالية إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا:
سعة السوق- تعتبر الأسواق العربية بكراً وجديدة تستوعب أي منتج من جميع المجالات سواءً الكترونياً او قطاع الاستخدام البشري. هذا يعكس حالة من النقص في الإنتاج المحلي وصغر التجربة الصناعية للبلدان العربية، هذه النقطة قد تكون مركز قوة لجذب المستثمرين المحليين وذلك من خلال عمليات start-up وتشجيع الاستثمار المحلي، وكذلك بمزج الخبرات الخارجية مع المحلية للاستفادة من التطوير المعرفي ومن ثم الدخول في مشاريع مماثلة للأجنبية.
الإمكانيات المالية- تعتبر دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من البلدان ذات عوائد فوق المتوسط ناتجة من عوائد النفط ومن التجارة المحلية، هذا العنصر يفتح شهية شركات تكنولوجيا المالية والنزول بكل ثقلها في الأسواق العربية. فضلاً عن الضرائب المنخفضة والتسهيلات التي تطرحها الدول العربية للمستثمرين الأجانب، مثل دولتي البحرين والامارات والاردن خلافاً لضرائب الدول الأوروبية المرتفعة والمنفرة للاستثمار الأجنبي.
نمط الحياة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا- يعتبر العالم العربي منطقة زاخرة بإرث حضاري ومتناغماً مع عدة أقليات عبر التاريخ. كما أنه يقدم الشرق الأوسط نمط جديد من حياة عصرية متماشية مع الحداثة والتقاليد الجميلة مثل بروز دبي وجدة والدار البيضاء كوجهات حديثة تجمع بين التألق والتطور الاقتصادي. ناهيك عن انخفاض تكلفة الضرائب، والمناخ المستقر من شواطئ وصحاري جذابة.
سهيل حدوث