عندما جاء نبي الأمة عليه الصلاة والسلام… كان علية القوم كأبي سفيان والوليد وابي جهل ولهب يعلمون تمام العلم أن محمدا صادق أمين. وأنه جاء بشيء من عزيز قدير… وبلغ أنهم كانوا يسترقون السمع لمحمد عليه السلام ليلا وهو يتلو القرآن.. فيطربهم.. ويشجيهم.. ويرويهم…
ثم ما تلبث أنفتهم أن تعاند وتعارض وتقسو على محمد ابنهم وابن اخيهم…
طيب.. بما أنهم يعلمون صدق محمد… فلماذا عاندوه؟
الجواب بكل سهولة ويسر… هو أن كبرياءهم منعهم من الايمان بدين يدعو للسواسية والإصلاح والتصالح مع الذات.. فكيف لأبي جهل أن يصلي مع عبده بلال الحبشي… وكيف لأبي سفيان أن يأتم بإمام وهو المعتاد على القيادة واللواء والرفادة والقيادة…
حكومتنا اليوم… تعلم جد العلم.. وتدرك جل الإدراك أن المعلم على حق… وأنه صادق أمين.. وحامٍ (متمترس) على أبواب وطنه… ومع ذلك… يعاندونه…
سنسأل ذات السؤال.. كيف للحكومة ان تعارض المعلم كمعارضة قريش لمحمد.. مع علمها (اي الحكومة) أن المعلم أساس (النهضة) والرقم الصعب في المعادلة…
الأنفة ذاتها التي منعت قريشا من الاعتراف بفضل محمد… هي ذاتها الأنفة التي حالت دون الاعتراف بالمعلم..علمه وفضله وتربيته…
فكيف للحكومة ان تعترف بالمعلم ونقابته… والمعلم هو الذي أفشل ما راهنت عليه الحكومة ومن سبقها…
فاليوم لا تجد بين المعلمين نظرية شمالي وجنوبي… ولا فلسطيني واردني… ولا فلاح وبدوي… لأنهم (اي المعلمين) يدركون ان الجغرافية والمناطقية والطائفية والمحسوبية ما هي إلا صنع أيدي من يعزف على وتر( فرق تسد)..
اليوم يثبت المعلمون… والمعلمات أن مطلبهم واضح… وأن الحكومة حولت مطلبهم لمعركة وشيطنة… ومع ذلك تجاوز المعلمون (ولدنة) الحكومة كتجاوزهم (ولدنة) طفل في الصف الاول…
النقابة اليوم لا تمثل حزبا… مع إيماني بأن الحياة الحزبية ماتت والسلام… والنقابة أيضا ليست للحجايا.. َولا النواصرة.. وكلنا نعلم أن النقيب ونائبه لم ينزلا علينا بتعديل وزاري او بانتخابات مشوهة وخالية من الشفافية.. بل أنهما تسلما منصبيهما بانتخاب حر ونزيه.. خلا من المال السياسي… والعشائرية وتقارب النسب والمصاهرة…
لذلك.. نحن مع المعلمين.. ومع الوطن… وضد من يحاربهم.. لأن مشروعهم نبيل نزيه.. ولانهم لم يكونوا فيصليي الهوى.. ولا وحداتيي الانتماء.. وليسوا أيضا جنوبيين ولا شماليين… ولا تفاخروا بأردنيتهم أو قدسيتهم ونابلسيتهم وأرِيحَيتهم…
عاش الوطن.. بكل أطيافه..
والدعم كل الدعم للمعلمين ومطالبهم..
