يدافعون عن الباطل مع أن الحق أبلج!!! / أ .د أنيس الخصاونة

يدافعون عن الباطل مع أن الحق أبلج!!!

أنيس الخصاونة
أصاب بالدهشة كثيرا وأنا أستعرض بعض التعليقات على ما يكتبه الكتاب أو يتحدث به بعض الحراكيين والمعارضين حيث أن بعض الأردنيين مصممون على أن يصموا آذانهم عن الاستماع للحقيقة وقراءة الإحداث التي تسود المشهد السياسي الأردني كما هي . يصر البعض على أن لا يرى إلا ما يحب أن يرى أو يسمع فقط ما يحب أن يسمع ويفهم الأمور كما يريدها هو وليس كما تحدث على أرض الواقع.
إحصاءات الدولة الأردنية نفسها تتحدث عن أرقام فلكية في البطالة والفقر وارتفاع الجريمة ، وقفزة هائلة في مستوى الإدمان (الحبحبة)، وزيادة مرعبة في مستوىات الجريمة، وتراجع ملفت لهيبة الدولة وغير ذلك من الظواهر ليأتي من يقول الحمد لله على نعمة الأمن والأمان مع أن كل ما ذكرنا يدخل في صلب انعدام الأمن وفقدان الأمان .فالأمن الاقتصادي والأمن الوظيفي والأمن الشخصي والأمن الاجتماعي والأمن من المخدرات والجريمة وغيرها كلها تدلل على فقدان الأمن والأمان ومع ذلك يتفلسف بعض المتشدقون بالوطنية وربما المتاجرون بها بأننا نحمد الله على أننا واحة من الأمن والأمان وأنا حقيقة لا أعلم عن محتوى مفهوم الأمن الذي يتحدثون عنه؟؟
نعم بعض مواطنينا يصر بعناد وأحيانا تأخذهم العزة بالإثم في الدفاع عن الحكومة ، وعن وزير الخارجية ، وعن وزير الداخلية ، وعن وليد الكردي وعن البطيخي وعن الذهبي وعن النحاسي وعن التنكي مع أن الأدلة دامغة على جرائمهم وفسادهم . يصرون على تسمية الأشياء بغير مسمياتها وبعكس معانيها ودلالاتها فيصبح الشريف خائنا ، ويصبح الغيور متهورا ، ويصبح من يشير إلى الفساد والفاسدين قاسيا في حين أن أصحاب الدولة والمعالي والعطوفة ممن أوصلونا للدار السوداء شخصيات تحظى باحترام وتزلف وممالأة من كثير من الأردنيين الذين ينبغي أن يكونوا خصما لهولاء لأصحاب هذه الألقاب الكاذبة والجوفاء.

لم أعد أفهم هؤلاء وهل نتعامل معهم على أنهم جلادين مستبدين أم ضحايا للجلادين ؟هل هم مستفيدين من دعواتنا للإصلاح أم خاسرين؟وهل أولادهم المرفهين والميسورين والذين لا يعملون إلا في وظائف في الديوان أو الخارجية أو الداخلية قدموا ويقدمون للوطن بمقدار مساهمة المعلم في بيت إيدس وفقوع ونتل والسويمة والرامه وغرندل للوطن؟ هل يقدمون هؤلاء الفتية ما يقدمه المزارعون في الأغوار وعجلون والشوبك والبادية الشرقية للأردن؟
نعم يصر بعض الأردنيين على أن لا يسمعوا صوت الحق وصرخة الظلم ويتفننون في قلب الأشياء وقراءتها بالمقلوب ، وتسمية الأشياء بأضدادها.إنهم مهرة ومحترفون في تحريف المعاني وقلب الحقائق لدرجة أن النظام أصبح يعرف هؤلاء ويستعين بهم من على شاشات التلفزة عندما يريد مديحا على منكر ارتكبه ، أو يريد تسويقا وترويجا لرغبة شخصية أو سياسية ، أو تغطية على قرارات جسيمة اتخذها دون استشارة للشعب.
السواد الأعظم من الأردنيين يعرفون ما يحصل على الأرض ويقرأون جيد الأحداث ويدركون أن بعض مواطنيهم هم أبواق للباطل وحناجر تصدح بالزور والتزلف ومسح الجوخ ،إنهم خصور جاهزة للتمايل والرقص والهز لمن يدفع أكثر ، هؤلاء هم أعداء الشعب وسيأتي اليوم الذي يقتص به الشعب من ظلمته ذلك اليوم بإذن الله قريب ولن ينفعهم ظلمهم وريائهم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
نعم قولوا ما شئتم واظلموا كيفما شئتم وارقصوا للسلطان وأطربوه فالفجر قادم وأنتم أيها الأردنيون المخلصون نقول لكم لا تحزنوا فالبلوى تمحيص والمصيبة بإذن الله اختبار والنازلة امتحان ويوم الامتحان يكرم المرء أو يهان

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى