العولمة .. حين تتغوّل / أحمد المثاني

العولمة .. حين تتغوّل
ً .. إنها الجشع الرأسمالي الذي تجرّد من قيم الإنسانية ، لحساب جمع الثروة و تكديس الأموال في البنوك .. رأسمالية قذرة تطلّ علينا اليوم بلباس العولمة و أدواتها شركات عابرة للقارات ، يملكها رجال أعمال استحوذوا على ثروات الأرض .. و تاجروا بكل شيء .. فهم أساطين في الموارد الخام .. بترول الأرض و معادنها .. و البحار و ثرواتها .. و الغابات و أشجارها و حتى قطبي الأرض .. و قد امتصوا كل شيء .. كما امتصوا دماء الفقراء من قبل عمال المناجم و عمال المصانع و المزارع .. و ها هم اليوم يتاجرون بآلام الناس ، ينشرون الأمراض و يبتدعونها في معاملهم .. و من ثمّ يطلقون صيحات التخويف و الرعب .. بين شعوب الأرض ، ليبيعوا وهماً و مطاعيم .. و أدوات و وسائل ، ترمي بها مصانعهم ..
اليوم ، تتاجر شركات الأدوية و مختبراتها .. و يساندها باحثون ، في آلام الناس .. و يطرحون علاجات لا يْسمح ببيعها في بلادهم ، بل تسوّق في البلدان الفقيرة .. كما الحال في الصناعات الغذائية من الأطعمة و المواد الحافظة و المسرطنة .. و المشروبات المضرّة بالصحة ، تحت شعار مشروبات الطاقة و غيرها .. يغذي هذه الروح الجشعة آلة و أبواق إعلانية و إعلامية جبارة .. تقوم على التزييف ، و التلاعب بذوق المستهلك .. و يُنفق على هذه الدعايات بالملايين من الدولارات ..
و وجدنا في هذه الحرب المستترة على صحّة الانسان و خبز الفقراء مَن ماتت ضمائرهم من رجال العلم و الطب الذين يسخّرون من نتائج أبحاثهم ما يضرّ و لا ينفع .. سوى أنه يزيد في أرصدتهم و نَهَم بطونهم التي لا تشبع و لا تقنع ..
لقد بات هذا العالم محكوماً لفئة شريرة
تجرّدت من كل القيم الأخلاقيّة و الدينية
و جعلت إلهها و معبودها رأس المال القذر
كيفما جاء و بأي ثمن .. و لو كان دماء شعوب و ويلات حروب ..
هذه الفئة ، لابسو الياقات و الأطقم المنشّاة
و حملة الحقائب و أرباب المصارف ..
يتجولون في أنحاء المعمورة و قد شكّلوا
عصابة تمتص خيرات الارض .. إنّهم مافيات الثروة و الذهب و الحديد و الخشب و كل ما هبّ و دبّ .. هؤلاء هم مَن باتوا يحكمون الأرض ، و يرسمون سياسات الدول .. إنهم شياطين العولمة و أذرعها
القذرة ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى