الأردن وإعادة ضبط البوصلة / أسامه الرمامنه

الأردن وإعادة ضبط البوصلة

لعل أبرز ما ميز السياسة الخارجية الأردنية حفاظها على علاقات متوازنة وقوية أحيانا مع الدول الأخرى وبالرغم من تقديم بعض المجاملات للحلفاء تارة وللأصدقاء تارة أخرى إلا أن المصلحة الوطنية العليا بقيت حاضرة حتى أنه كان يتم مراعاتها
من قبل الآخرين لخصوصية وضع الأردن وموقعه الجيوسياسي.

أما وقد تسارعت الأحداث من حولنا وبدأ بعض الحلفاء بالنظر بعيدا باتجاه مصالح وعلاقات جديدة لزيادة دوره المحوري أو المحافظة علية أو ربما معتمدين على حلفائهم الجدد لحمايتهم من تنفيذ قوانين جديدة ستلحق بهم الأذى، متجاهلين مصالح الأردن عن قصد أو دون قصد ، ولا ندري إن كانوا قدموا أو وعدوا بتقديم المزيد من التنازلات التي قد تمس الأردن، فلا يكفي النظر والدهشه ، ولا المراهنه على أي عامل أو جهه أو علاقة في سياسات دولية تحكمها المصالح.
إعادة تعريف الحليف
كان أكثر مايميز حلفاء الأردن هو الدعم الإقتصادي السخي وهو أكثر ما كان يحتاجه الأردن الذي قصرت حكوماته في الإعتماد على الذات وكانت تنظر للدعم الخارجي وكأنه لن ينضب مراهنة على حنكة بعض الوزراء التي لم تعد تجدي ولم تكن تجدي في الواقع ولكن كان للأردن دور أصبح بالإمكان تخطيه الآن من البعض فلم يعد على قائمة الأولويات.
أما وقد توقفت المعونات الإقتصادية فلابد من إعادة تعريف الحليف ليس من باب ردة الفعل وإنما من باب المصلحة الوطنية فقط.. لأن انكشاف الظهر أصبح وشيكا إن لم يكن قد حدث فعلا.
ولعلنا لم ننسى بعد ماحصل مع تركيا وكيف استدارت باتجاه الدب الروسي في الوقت المناسب وتلافت الوقوع في خطأ قد يكلفها الكثير.
ليس المطلوب الإستداره الكامله وإنما بناء علاقات استراتيجيه يمكنها أن تمنع استدارة المزيد من الحلفاء لأن المخاطر القادمة أصعب في خضم التسارع المذهل للأحداث.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى