حوارات العدس المجروش / يوسف غيشان

حوارات العدس المجروش

التقط الراحل الساخر الذي علمنا (السخر) محمد طمليه، التقط فكرة ذكية خلال حوارات وزارة الداخلية مع المعارضة قبل سنوات، وهي ذات أنماط الحوارات حتى ساعة إعداد هذه البيان.
كان وزير الداخلية آنذاك سمير حباشنة، وكان ممثل تنسيقية الأحزاب آنذاك الراحل سالم النحاس أمين عام حزب حشد في ذلك الوقت.
كان سالم النحاس مصابا بجلطة دماغية أقعدته وجعلت حديثه غير واضح تماما، وقبل اجراء الحوار بأيام كان سمير حباشنة قد خضع لعملية في الأذن الوسطى، وكان يعاني من ثقل في السمع.
ومن هنا جاءت لقطة طمليه …الحكومة (سمير حباشنه) لا تستطيع الاستماع، والمعارضة (سالم النحاس)، لا تجيد الكلام بشكل صحيح…وهات دبرها!!!!!
رحل طمليه أولا، ثم سالم، وابتعد حباشنة عن الحكم قليلا ثم عاد وزيرا للزراعة ثم وضع على قائمة (والويتنغ ليست) بانتظار العودة.
تغيرت اشياء كثيرة، ومرت مياه كثيرة في نهر الحياة الدائم الجريان …وما تزال ذات المعادلة هي التي تحكم العلاقة بين الجهتين: الحكومة والمعارضة.
الحكومة لا تجيد الاستماع، والمعارضة لا تجيد التفهيم … انه حوار الأطرش والأخرس، تقريبا، لا نظلم أحد.
كان والدي أطرما، لأن الماما (جدتي) سكبت في أذنه الزيت الحار، على سبيل العلاج، في بدايات القرن الماضي عندما عانى من التهاب في اذنه نتيجة الوسخ. وقد شاءت الأقدار المضحكة احيانا ان يفتح الوالد دكانا، وكانت هناك طفلة تعاني من سوء في النطق (خنب) تأتي الى والدي وتطلب منه أن تشتري (مبروش) وتعني مبروش جوز الهند.
كان الوالد يسمع كلمة (عندك مبروش؟؟؟). يسمعها عدس مجروش. وكان يقول لها:
– العدس المجروش عند جميل الطوال !!
وجميل الطوال كان تاجر آخر بجانب والدي …يعني أن طلبها ليس عنده بل عند جميل الطوال.
بدون ثرثرة ولا مطمطة مقالات …لا يزال الحوار بين المعارضة والحكومة على ذات المستوى……… والسلام!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى