العام الجديد.. عقد فلسطين الذي ستُشكله نتائج حرب غزة فلسطين..؟.

العام الجديد.. #عقد_فلسطين الذي ستُشكله نتائج #حرب #غزة فلسطين..؟.
ا.د #حسين_محادين*
(1)
يا للوجع ؛ طويلة جدا تلك العقود من السنوات الهلامية الشكل والمحتوى التي طويت او نفذت من رصيد اعمارنا عربا ومسلمين دون عِداد او افراح ؛ ولكن النادر من بين تلك السنوات ايضا من شكل سناماً فاصلا في حياتنا لتميزه الناجح كنصر على الذات الجمعية في وجداننا الجمعي؛ وبالتالي فهي التي تستحق منا كسنوات نادرة لاهميتها التي تستحق الوقوف للتأمل، والتفكر بها سواء اكانت سنوات للهزائم ؛ ام ندرة في الانتصارات انطلاقا من جهادنا الاكبر مع انفسنا في تاريخ امتنا المعاصرة تماما كما هو الحال في هذه السنة 2023 انطلاقا من سنام غزة ؛ ارادة؛ تضحيات جِسام؛وصبر اهلنا فيها تماما كصبر ايوب المؤمن بقضيته العادلة وبالتالي قدرتهم المهولة على القتال منذ ثمانين يوما وهم يغالبون واقعهم العربي الاسلامي المرّ منذ تلك العقود الغابرة دون انتصارات، ليشكلوا بصمودهم الاسطوري
العِبرة /الإنموذج المستدام والمُلهم لكل شعوب الارض المظلومة وحركات التحرر الساعية للتحرر والنهوض بايمانها والذي اشهرته بنجاح المقاومة الاسلامية المسلحة في وجه المحتل الصهيوني والغربي بقيادة امريكا وهي الداعم للاحتلال وإبادة الشعب الفلسطيني في غزة فلسطين للآن.
( 2)
قبل 7 اكتوبر 2023 كان زمن الانسان العربي المسلم :-
هلامي الفكر ؛ضبابي الاهداف؛ بليد السنوات احساسا وتعداد، ذابل الايمان بعدالة القضية الفلسطينية كحق انساني في التحرر من العدو الصهيوني الذي اقنعونا بانه “لا يقهر” لكن 7 اكتوبر المجيد قد دحض تلك القناعة إذ شكل سناماً زمنيا باسقاً وفاصلا في حياتنا بين ما قبله وما تلاه من من معطيات محبطة ونجاحات مأمولة الاستمرار ،مثلما نجح هذا التاريخ المتقد في اعادة تثبيت بوصلتنا الايمانية نحو القدس كمفتاح للسلم والحرب في العالم عبر معركة غزة واكنافها مقارنة مع ما سبقه من عقود وسنوات كانت هلامية الروح والشكل من تاريخ الصراع العربي الصهيوني المعاصر منذ ثمانية عقود تقريبا.
( 3)
إن عام 23-2024 الجديد باجتهادي العلمي والتحليلي الاستشرافي المستند الى معاني وآفاق معارك غزة فلسطين وشهدائها الابرار في عليين؛إنما سيشكل مفكرة وبوصلة العالم الجديدة؛ إذ سيجعل هذا العام السابق الجديد 2024 ايمان شعوبنا العربية الاسلامية بحقوقها التاريخية بازدياد كجزء من الانسانية وبصورة عالية المنسوب واضحة الحضور في تفاصيل ايامنا القادمة بعد انتهاء معركة غزة كمحطة نضالية اساس في مسيرة صراعنا الحضاري مع الصهاينة وحلفاؤهم على ارض الديانات فلسطين ؛ لا بل ان جُل شعوب العالم الاخرى ستقف اثناء وبعد معركة غزة لمراجعة واقعها وهشاشة وعيها التاريخي الذي لطالما وقع ومنذ عقود تحت سطوة التظليل الصهيوني لهم ازاء حقوق الشعب الفلسطيني العظيم في اقامة دولتهم المستقلة والعيش الآمن كبقية شعوب العالم على وجه هذه البسيطة .
اخيرا ..
ايّ كانت نتائج معركة طوفان الاقصى ومآلاتها بعد نضوج وبلاغة كل هذه الارادة الفلسطينية والايمان العقدي الناهض بالتضحيات فأن عام 2023 كان وسيبقى هو عام فلسطين باستحقاق حيث سيغدو هذا العام البيرق.. مُفتتح الزمن العربي المسلم الجديد القائم بذاته الانسانية وليس لذاته المؤمنة بحقوقها في الحرية والاستقلال بعون الله تعالى.
المجد والفخار لكل شهداء امتنا في عليين.
وحمى الله اردننا الحبيب واهلنا المغالبون فيه ايضا من اي فتنة او شر يارب العالمين.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى