#سواليف – رصد
تحت عنوان عريض ” #معركة_قانونية بين #الأردن و #الصين بسبب محطة كهرباء.. أسوشيتد برس: بكين تحاصر عمّان بالديون” ، نشر موقع عربي بوست نقلا عن تقرير لــ الأسوشيتد برس ، نشرته الأربعاء 5 يوليو/تموز 2023 ، حول الخلاف القانوني بين الأردن والصين بسبب #محطة_العطارات لتوليد الكهرباء من #الصخر_الزيتي ، و تناول التقرير تفاصيل الخلاف منذ توقيع الاتفاقية وحتى وصولها إلى معركة قانونية دولية ، حيث من المتوقع صدور قرار في القضية في وقت لاحق من هذا العام ، وتعتبر الأحكام الصادرة عن منظمة الأعمال التجارية العالمية ملزمة قانوناً وقابلة للتنفيذ.
وجاء في التقرير ، أن محطة “العطارات” الأردنية لتوليد الكهرباء، والتي تم تصويرها كمشروع تاريخي للبلاد، تسببت في جعل عمان مدينةً للصين، حسبما أفادت به وكالة “أسوشيتد برس” ، مشيرة إلى أن المحطة الواقعة في صحراء قاحلة جنوب عمان باتت مصدراً لجدل محتدم بشأن نفوذ بكين في المنطقة.
الوكالة أوضحت أنه بعد أسابيع من الافتتاح الرسمي للمشروع أصبح الموقع مصدراً للجدل، حيث باتت عمان في مأزق بسبب ديون بمليارات الدولارات من أجل مصنع لم يعد ضرورياً، بسبب الاتفاقات الأخرى التي تم التوصل إليها منذ تصميم المشروع.
معركة قانونية بين الأردن والصين
وتحاول #الحكومة_الأردنية الطعن في الصفقة عبر معركة قانونية دولية، ما أجج التوترات مع الصين، التي يشهد نفوذها تنامياً في منطقة الشرق الأوسط في ظل تراخي الاهتمام الأمريكي، بحسب الوكالة.
ومع تنامي نفوذ الصين أصبحت محطة العطارات- التي شيدت بمبلغ 2.1 مليار دولار- نموذجاً لسياسة الصين المعتمدة على إثقال كاهل العديد من الدول الآسيوية والإفريقية بالديون، في تحذير لدول المنطقة، وفقاً لأسوشيتد برس.
إلى ذلك، قال جيسي ماركس، الزميل في مركز ستيمسون للأبحاث بواشنطن: “العطارات مثال لما كانت وما أصبحت عليه مبادرة الحزام والطريق”، في إشارة إلى مخطط الصين لتشييد بنية تحتية عالمية، وتعزيز نفوذها السياسي العالمي.
ماركس أضاف: “بات الأردن حالة مثيرة للاهتمام، ليس لنجاح الصين في المنطقة، ولكن لكيفية انخراط الصين في البلدان ذات الدخل المتوسط”.
وصمم مصنع الزيت الصخري في العطار منذ حوالي 15 عاماً كوسيلة لتحقيق الطموحات الوطنية لاستقلال الطاقة، لكنه يتسبب الآن في الغضب في الأردن بسبب ثمنه الباهظ، وفقاً للوكالة، لافتة إلى أنه إذا استمرت الاتفاقية الأصلية فسيتعين على الأردن أن يدفع للصين 8.4 مليار دولار على مدى 30 عاماً لشراء الكهرباء المولدة من المحطة.
استخراج الزيت الصخري
في عام 2012، اقترحت شركة العطارات الأردنية للطاقة على الحكومة استخراج الزيت الصخري من الصحراء، وبناء محطة تستخدمه لتوفير 15% من إمدادات الكهرباء في البلاد، معتبرة أن الاقتراح يتناسب مع رغبة الحكومة المتزايدة في الاكتفاء الذاتي من الطاقة، وسط اضطرابات الانتفاضات العربية عام 2011.
لكن ثبت أن الاستخراج مكلف ومحفوف بالمخاطر وصعب تقنياً، ومع تأخر المشروع أبرم الأردن اتفاقية بقيمة 15 مليار دولار لاستيراد كميات هائلة من الغاز الطبيعي بأسعار تنافسية من إسرائيل في عام 2014. وتضاءل الاهتمام بالعطار.
وفي خطوة أدهشت الأردن، عرضت بنوك صينية على عمان أكثر من 1.6 مليار دولار في شكل قروض لتمويل بناء المحطة عام 2017، واشترت شركة (غوانغدونغ إنيرجي غروب) الصينية الحكومية للطاقة حصة 45% في العطارات، ما جعلها صاحبة نصيب الأسد في تنفيذ مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني، شي جين بينغ، خارج الصين.
شروط استثمار قاسية
من جانبهم، رأى الخبراء أن الاستثمار كان جزءاً من اندفاع الصين الأوسع نحو عالم عربي متعطش للاستثمار الأجنبي، حيث جاءت الأموال المخصصة لمشروعات البنية التحتية الضخمة مصحوبة بشروط سياسية قليلة.
إذ قال ديفيد شينكر، المساعد السابق لوزيرة الخارجية الأمريكية لسياسة الشرق الأوسط، “إن الصين لا تحمل معها أمتعة الولايات المتحدة من حيث أن لدينا بالفعل بعض القلق، بشأن العمليات الديمقراطية والشفافية والفساد”، مضيفاً: “بالنسبة للدول الاستبدادية، هناك بعض الجاذبية في الصين”.
ومع تنامي الحديث عن عدم الموثوقية الأمريكية، تحولت الصين إلى الحصول على أصول استراتيجية في الشرق الأوسط، حتى في الدول المضطربة اقتصادياً.
الخبراء أوضحوا أن استعادة النظام السوري أجزاء واسعة من البلاد بعد عام 2017، زاد من رغبة الصين في الاستثمار في مشروع العطارات في الأردن المجاور كنقطة انطلاق، وتوقعوا طفرة في إعادة الإعمار في سوريا يمكن أن تطلق استثمارات بمليارات الدولارات.
وبموجب اتفاق شراء الطاقة لمدة 30 عاماً، سيتعين على شركة الكهرباء الأردنية التي تديرها الدولة شراء الكهرباء من شركة العطار التي تقودها الصين حالياً بمعدل باهظ، ما يعني أن الحكومة الأردنية ستخسر 280 مليون دولار سنوياً، وفقاً لتقديرات الخزانة.
تغطية المدفوعات
كما أشار خبراء الطاقة إلى أنه لتغطية المدفوعات، سيتعين على الأردن رفع أسعار الكهرباء للمستهلكين بنسبة 17%، وهي ضربة قاسية لاقتصاد مثقل بالفعل بالديون والتضخم.
وأثار حجم الخسائر التي تكبدتها الصين صدمة للحكومة الأردنية، حيث أطلقت وزارة الطاقة الأردنية تحكيماً دولياً ضد شركة العطارات للطاقة في عام 2020 “على أساس الظلم الجسيم”.
وعندما سُئلت عن سبب موافقة الأردن على مثل هذا العقد غير المتوازن في البداية، رفضت وزارة الطاقة الأردنية التعليق، وكذلك فعلت شركة الكهرباء الوطنية خلال جلسات الاستماع في محكمة تحكيم تابعة لغرفة التجارة الدولية ومقرها باريس.
وقالت شركة العطارات للطاقة إنها تتوقع صدور قرار في القضية في وقت لاحق من هذا العام. الأحكام الصادرة عن منظمة الأعمال التجارية العالمية ملزمة قانوناً وقابلة للتنفيذ.
من جهته وفي تصريحات سابقة للجزيرة ، كشف خبير الطاقة عامر الشوبكي أن شركة الاستشارات التي ورطت الأردن في اتفاقية العطارات لا تمتلك سجلاً تجاريًا على الرغم التزام وزارة الطاقة معها بعقد تلزيم دون طرح عطاء وبشكل مخالف للقانون، مطالبًا في الوقت ذاته الجهات المعنية بمحاسبة المتسببين بهذه الفوضى وما تسببت به من خسائر كبيرة تكبدها قطاع الطاقة.
وقال الشوبكي إن الشركة والمستشار الفني والقانوني لوزارة الطاقة الذي اقر اتفاقية العطارات عند التوقيع مع وزارة الطاقة سنة 2014 وأوقع الأردن في الغبن الفاحش، هذه الشركة لا تملك سجلًا تجاريًا وذلك بشكل مخالف لأحكام المادة (240) من قانون الشركات رقم 22لسنة 1997.
وأشار إلى أن هذه الشركة تتعاقد مع الوزارة بعقد تلزيم بدون طرح عطاء بشكل يخالف المادة 6 من نظام الأشغال الحكومية رقم 71 لسنة 1986، علماً ان هذه الشركة تقاضت فقط في سنة 2018 مبلغ 177 الف دينار وفي سنوات أخرى مبالغ أكبر وبمئات الألوف من الدنانير إذ تتعاقد هذه الشركة المخالفة منذ سنة 2012 مع وزارة الطاقة، والعديد من العقود التي أرهقت قطاع الطاقة مرتبطة بهذه الشركة ومن تنظيمها.
ونوه الشوبكي إلى أن ديوان المحاسبة أشار لهذه الشركة على استحياء في تقريره 2020 ، وقد طلب رئيس الوزراء بموجب الكتاب رقم (4544/1/11/55) تاريخ 10/2/2020 بيان الرأي من وزيرة الطاقة ولا زالت المتابعة مستمرة ، كما ذكر تقرير ديوان المحاسبة الأخير.
وطالب خبير الطاقة الجهات المعنية بالتحقيق في هذه الواقعة ومحاسبة المتسببين، ومعالجة الشبهات الإدارية و المالية، وتحميل المتسببين كافة التبعات المالية إضافة إلى الخسارة المعنوية والسياسية والاقتصادية، فقد أساءت طريقة التعامل مع ملف العطارات إلى سمعة الأردن الاستثمارية وخاصة مع الشركات الصينية، عدا ان الأردن سيتحمل تكاليف التقاضي.
واستدرك بالقول: والأهم ان الأردن سيتحمل تكاليف الضرر و فوات المنفعة على شركة العطارات الذي قد تطالب به اذا ما كان التحكيم لصالحها، وهذا قد يشكل مبلغ كبير قد لا نتحمله.
وختم الشوبكي حديثه بالقول: هذا كله بسبب الإدارة الغير حصيفة لملف الطاقة، وتغليب المصالح الشخصية والتعامل مع جهات غير موثوقة، لذا يجب محاسبة القائمين على قطاع الطاقة والذين تسببوا في هذه الفوضى.