#الصرصار_الحشرة و #الانتهازي_الصرصار !
#بسام_الياسين
الصرصار من الحشرات المؤذية شكلا وموضوعاً.هذا ما يبعث على كراهيته واحتقاره،لذلك ما ان يراه احدُ الاو يطارده باقرب ” حفاية “، او يدوسه بنعله.انها حرب طاحنة ومستعرة بين الانسان والصرصار،منذ ان خلق الله الارض الى ان يرثها ومن عليها.الصرصار عدو خبيث مراوغ،وناقل امراض عديدة لكنه في الوقت ذاته يخشى المواجهة،فقد ناصب الانسان العداء وكاد له مذ شيدّ منزله من طين وقصب،ومدّ حصيرته على التراب،وشق اول مصرف لتصريف قاذوراته،فاستوطنها الصرصار بغفلة.
الامر الذي دفع الانسان الى اساليب مبتكرة لمقاومته، من الضرب بالاحذية الى تركيب اشد المبيدات في المختبرات،لايقاف زحفه نظراً المتكاثر بمتواليات هندسية.ولشدة كراهيته لهذه الحشرة الوضيعة،اطلقها اسمها على خصمه فنعته بالانسان الصرصار للحط من قيمته،لكن الاكثر التصاقاً بهذه الصفة كانت من نصيب ـ الانتهازي ـ .
الصرصار مخلوق عجيب وعنيد يمتاز بالقحة وشدة المقاومة.فقد اثبتت التجارب المخبرية،انه ذو قدرة فائقة على التكيف مهما كانت الظروف سيئة،ويستطيع ان يتحّمل انواع السموم كافة .لهذا تجده حاضراً في كل الامكنة.يخترق القلاع الحصينة،والقصور الفارهة.يتواجد في المطابخ السياسية،ويتسلل الى اعتى القيادات العسكرية،فقد غزا ذات مرة البنتاجون المسيجة بالكاميرات والاسلحة الالكترونية،كما دخل دور العبادة،وباض تحت سجادها.
يتخفى حتى لا يعجزه مكان ودون ان ترصده العدسات السرية.على المقلب الآخر،تراه في المطاعم الشعبية، و في فنادق الدرجة الاولى.يقضم كل شيء في طريقة،لا يفرق بين الهامبورغر ولا الفلافل،اذ ان شهيته مفتوحة على الحلو والمُر.ضرسه مطحنة وذائقته الخربة تجد في العفونة لذة،لدرجة قبل :ـ ان بطنه اجرب،قادر على هضم الصوان بسهولة .
من هذا المنظور وبهذا المنظار،ثبت بالملموس الحسي،ان الصرصار سياسي بارع،وانتهازي رفيع المستوى،يُعطي دروساً في المكيافلية في قنص المصلحة والحصول على جوائز الترضية.فالغاية تبرر الوسيلة موجودة عنده بالفطرة،قبل ان يكتشفها الصرصور الاكبر مكيافلي وزبانييته.ابلغ دليل على قولنا،اذا أُغلقت الابواب في وجهه،فالابواب الخلفية مفتوحة له، ولكل باب مفتاحه عنده،وان تعذر امره وتعقدت احواله،فشبكات الصرف الصحي سالكة امامه،ما دام شعاره :ـ الغاية تبرر الوسيلة.
خلاصة الخلاصة،ان هناك توأمة ازلية بين الصرصار والانتهازي.فالاثنان يسلكان ذات السكة الانتهازية،وان اختلفت احياناً الاساليب والوسائل.فالمحصلة واحدة. ولله في خلقه شؤون. فسبحانه ما اعظم صنعه.