كارثة تنتظر الشرق الأوسط .. والعراق الضحية الأكبر!

سواليف

يتوقع مسؤولو الأمم المتحدة وعلماء المناخ أن سكان الشرق الأوسط سيواجهون خطر ارتفاع درجات الحرارة لدرجة تهدد حياة الإنسان.

شهد هذا الصيف ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة الجوية داخل بلدان الشرق الأوسط، لاسيما المملكة العربية السعودية، والمغرب، وسط تحذير خبراء المناخ أن الفترة المقبلة ستشهد درجات حرارة أكثر ارتفاعًا من الحالية.

ويتوقع مسؤولو الأمم المتحدة وعلماء المناخ أن سكان الشرق الأوسط سيواجهون خطر ارتفاع درجات الحرارة لدرجة تهدد حياة الإنسان، وكذلك ندرة المياه وغيرها من عواقب الاحتباس الحراري.

وفي هذا السياق، قال عادل عبد اللطيف، أحد كبار المستشارين في المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية والذي يعمل على دراسة تأثير التغييرات المناخية على الشرق الأوسط: “إذا حدث ذلك فإن الصراعات وأزمات اللاجئين ستكون أكبر بكثير من الوضع الحالي، ويعد تغير المناخ واحدًا من أكبر التحديات التي تواجه المنطقة حاليًا”.

ووفقًا لما قالته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، فإن مناطق مثل دولة الإمارات، وإيران، شهدت ارتفاعًا شديدًا في درجات الحرارة التي وصلت إلى 60 درجة في شهر يوليو/تموز الماضي، كما وصلت درجة الحرارة في مدينة جدة السعودية إلى 53 درجة.

وكشفت الصحيفة البريطانية أن الوضع في جنوب المغرب الذي يعتبر أكثر برودة نسبيًا، شهد نفس الارتفاع في درجات الحرارة، حيث وصلت إلى مستويات قياسية تتراوح بين 42 و47 درجة خلال الشهر الماضي.

العراق.. الضحية الأكبر

ووصلت درجة الحرارة في مدينة البصرة جنوب العراق إلى 53 درجة يوم 22 يوليو/تموز الماضي، لافتة إلى أن الحر الشديد ما زال مستمرًا في العراق خلال الأسبوع الجاري.

من جانبها، قالت زينب جومان، 26 عامًا، طالبة جامعية تعيش في البصرة، إن “الأمر بات وكأن كل شيء في جسدك، عيناك وجلدك وشعرك، يحترق”.

وأشارت جومان إلى أنها نادرًا ما تغادر المنزل خلال شهور الصيف، خاصة في ساعات الظهيرة، بسبب درجات الحرارة شديدة الارتفاع، التي تقترب من انصهار المعادن.

وأوضح مهندس في شركة نفط تديرها الحكومة في البصرة، أن الموظفين أمروا بالبقاء في المنزل لعدة أيام خلال الشهر الماضي.

وقال المهندس أيمن كريم، إن الأمر أصبح وكأننا “محاصرين”، في حين قال باسم أنطون، الخبير الاقتصادي العراقي، إن حالة الطقس أسفرت عن أضرار جسيمة في اقتصاد البلاد خاصة خلال حر الصيف، بالإضافة إلى انخفاض إنتاجية القوى العاملة العامة.

وشهدت المستشفيات العراقية ارتفاعًا في عدد الأشخاص الذين يعانون من الجفاف والإجهاد الحراري، كما يعاني عشرات الآلاف من العراقيين النازحين من الحرارة المرتفعة في الخيام وغيرها من الملاجئ المؤقتة، والمنظمات الإنسانية غير قادرة على الوصول إلى الجميع بسبب القيود المفروضة من قبل الحكومة العراقية والمخاطر المرتبطة بالعمليات الحربية.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن عددًا كبيرًا من منازل العاصمة العراقية يتعرض لانقطاع التيار الكهربائي إلى ساعات طويلة تصل إلى 12 ساعة يوميًا في بعض الأحيان، الأمر الذي يبدو عكس ذلك تمامًا في الدول المجاورة الغنية، الكويت والسعودية، الذي يقضي فيها المواطنون حياتهم تحت مكيفات الهواء طوال اليوم.

البشر يدفعون ثمن سلوكياتهم

وكانت دراسة نشرتها مجلة التغير المناخي للطبيعة، أكتوبر/تشرين الأول الماضي، توقعت هبوب موجات حارة على أجزاء من منطقة الخليج الفارسي تهدد الحياة البشرية بحلول نهاية القرن الحالي.

وكتب العلماء أن الممارسات البشرية التي أثرت في تغير المناخ، نتج عنها ارتفاعًا غير مسبقوف ي درجات الحرارة في الشرق الأوسط إلى درجة لا يطيقها البشر، وتوقعوا حلول فصول صيف حار وخطير في الأماكن القريبة من المياه الدافئة في الخليج الفارسي بحيث يمكن للحرارة أن تطغى على قدرة الجسم البشري في التغلب على درجة الحرارة من خلال التعرق والتهوية.

وقال الباحثون إن ارتفاع درجة الحرارة بنسب عالية تدفع البشر بأن يغرقوا في العرق الذي لا يمكن تبخره من على الجسد بسبب ارتفاع حاد في نسبة الرطوبة التي تتبخر نتيجة ارتفاع درجة حرارة المياه في البحار والمحيطات، وبالتالي فإنّ ذلك يعرض جسم الإنسان للخطر.

ومع استمرار ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة في آن واحد لأوقات طويلة فإن ذلك سيتسبب في ظروف غير قابلة للحياة وتحديدا لدى الأطفال والمرضى وكبار السن والعجزة، فيما يخشى بأن تصبح درجات الحرارة العالية لا تطاق حتى لدى البشر الذين لديهم أفضل الحالات الصحية.

الشرق الأوسط.. مصيرٌ مظلم

وتوقع باحثون في معهد “ماكس بلانك” للكيمياء ومعهد “قبرص” في نيقوسيا، مصيرا مظلما يهدد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتعتبر هذه المنطقة شاسعة وموطنا لنحو نصف مليار شخص.

وقالت الخبيرة فرانشيسكا دو شاتيل، المختصة بقضايا المياه في الشرق الأوسط، إن الحكومات في المنطقة غير قادرة على التعامل مع النمو السكاني الكبير والتغيرات المناخية، حيث فشلوا في معالجة هذه المشاكل لسنوات على الرغم من تحذير خبراء المناخ ووكالات الأمم المتحدة.

وتتوقع الأمم المتحدة أن عدد سكان 22 دولة عربية مجتمعة سيرتفع من 400 مليون إلى ما يقارب 600 مليون نسمة بحلول عام 2050، وهذا الأمر سيكلف البلدان خسائر كبيرة في ظل توقع علماء المناخ أن معدل الأمطار سينخفض وكذلك ملوحة المياه الجوفية جراء ارتفاع منسوب مياه البحر.

وقالت الصحيفة البريطانية إن بغداد شهدت مظاهرات خلال العام الماضي بسبب عجز الحكومات عن توفير ما يكفي من الكهرباء خلال موجة الحر في الصيف، ووفقا للتقديرات فإن عدد سكان العراق البالغ 33 مليون نسمة، سيتضاعف تقريبا بحلول العام 2050.

ارم نيوز

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. هل يمكن محاربة التغيرات المناحية؟ العلماء الورس يتوقعون عصرا جليديا قصيرا في الاعوام االمقبلة وهم اكثر ثقة من التمنفعين من المنظمات البيئية ومن يدور في فلكهم؟

  2. اختر بعناية كلماتك وعياراتك في المقالات فقد ورد خطإ واضح ويجب استبداله وتعديله فوراً ووضع “الخليج العربي” بدلاً مما هو مذكور في المقال

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى