كتب نادر خطاطبة
بإسناد من رؤساء جامعات علمهم بتقنيات الاتصال، كعلم أغلبية الشعب الاردني بآليات تصنيع المفاعلات النووية ، تنتصر الوزارة ووزيرها ورؤساء الجامعات رسمية وخاصة، من حيث لا تدري لشركات الاتصالات ، وتغولها على قدرات الطلبة وجيوبهم في آن معا ، مغيبة قضية أن هذه الشركات لم تأخذ بعين الاعتبار لليوم، ضرورات تجهيز بنية اتصالية ملائمة تواجه ضغطا كثيفا على شبكاتها .
استخفاف لا نظير له من القائمين على المنظومة التعليمية في تعاملهم مع الطلبة ، وفيها حقد مختلط ، دفع البعض من الهيئات التدريسية لتفريغه كشحنات بدلا من أن يكون موجها لاداراتهم، وانتقاصها من مجهودهم ، نحو طلبتهم ، ولا نغفل أن البعض الآخر، كان متفهما ودودا تجاه أبنائه ، ومعاناتهم .
لا ننكر أن نسبة لا بأس بها من الطلبة وجدت بظروف الجائحة فرصة ضغط لتحقيق نتائج إيجابية تجاه تحصيلها ، لكن بالمقابل هناك نسبة أكبر نظم الاتصال وضعفها ، وعدم قدرة الهيئات التدريسية فنيا ، وإمكاناتهم ومهاراتهم، انعكست سلبا على الطلبة الذين حشروا بزاوية ، لايحسدون عليها، وبالتالي أخذ الصالح بجريرة الطالح .
يحدث ذلك ووزير التعليم العالي ومجلسه، ورؤساء جامعاته الرسمية والخاصة ، على سرر متكين ، واهمين عبر سربة تسحيج تبجل رداءة أدائهم الإداري ، وأنهم حققوا منجزا في حقيقته وهم ، وعلى حساب ابرياء كثر .
حادثة الجهل القانوني باختراق خصوصية محاضرة اليرموك، التي روجت عبر فيديو، كشفت عورة غياب استعداد للتعليم عن بعد، واشغلنا فيديو التواصل الاجتماعي للحادثة بالشق القانوني ومسؤولية الفاعلين ، وذهب البعض إلى الإشادة بكشف آليات التهكير ، مستعرضا بطولات في حادثة خباياها مكشوفة ، وهي ابعد ماتكون عن التهكير ، بقدر ما هي فعل مستهتر ، مرتكبه جاهل قانونيا بكونه ارتكب جرما ، وتناسينا أن الحادثة بحد ذاتها ، دالة على فشل يضاف لمنظومة التعليم عن بعد ، لأسباب من ضمنها ، التأهيل والتدريب ، لجميع أطرافها، وقدرات شبكات الاتصال، والتعاطي معها.
الية عمل المنظومة تقوم على رابط يوزعه مدرس المادة عل طلبة المساق لينظموا عبره للمحاضرة ، مع ملاحظة أن تداول الرابط مع غرباء عنها، يتيح لهم الدخول إليها ولو لدقائق، وربما يعجز المدرس أو يجهل آليات إخراجهم منها ، ناهيك عن أن المنظومة المستخدمة اي التطبيقات أو البرامج، تعتمد نسخا مجانية محدودة الصلاحيات، ومن أراد السيطرة على فضاء محاضرته لابد أن يدفع ، لا يتبع نهج الآلية المجانية ، والخروج قبل انتهائها بدقائق ، والعودة مجددا باجتماع جديد عقب دقائق .
وتجدر الإشارة أيضا ، أن التطبيق زووم ، الذي درجت جامعات عديدة على استخدامه ، بشهادة خبراء أنه غير آمن من جهة ، وغير مواءم للتعليم من جهة أخرى كونه خاص باجتماعات الشركات، وهو ما حفز محاضرون إلى اعتماد المحاضرات المسجلة بالفيديو وتوزيعها على طلبتهم باعتبارها أكثر جدوى .
بالمجمل ، قد يرى البعض أن المسألة تجربة فرضت بواقع قسري مربك ، لكن بدلا من التركيز على الثغرات وسبل تلافيها كوننا مقدمون على فصول دراسية ، لربما استمرت الجائحة مواكبة لها ، نجد الوزارة ، من جهة ورؤساء الجامعات من جهة أخرى متمسكون بفرضية أنها ناجحة ، استنادا لدراسات ، موثوقيتها مدار جدل ، مغفلين الإخفاقات، وان المنظومة غير مستعدين لها، لا على صعيد الطلبة والمدرسين فحسب، بل وشركات الاتصالات وسيرفرات الخدمة ، وكلها قضايا أغفلت وسط ضجيج الشو الإعلامي، الرامي لإيصال رسالة شحن إيجابية للوزير ، يحولها بدوره إلى الرئيس الرزاز ، ليعلن أننا نجحنا بمنظومة استمرارية التعليم عن بعد ، ونحن حقيقة ابعد مانكون عن النجاح بل فشلنا بامتياز .