[review]كلما سرت شائعات التعديل بين الناس، وتكهّن أصحاب "النظرة" في أسماء الخارجين، وتوقّع أصحاب "الخبرة" بأسماء الداخلين ، كلما غمرت رأسي بلحاف ثقيل يمنع عنّي تسرّب الأسماء ..مكتفياً بثاني أكسيد الإحباط الذي أعيد استنشاقه مع كل "ميمعة تعديل".. من سابق خبراتنا، أتخيل آلية وأجواء التعديل- أي تعديل- تجري كالآتي : صالة كبيرة مملوءة بأشخاص متأنّقين من أبناء الوزراء وأبناء أبناء الوزراء، وأبناء أبناء أبناء الوزراء ،ومن كان أحد "أخواله" من الوزراء ،ومن كان أحد "أعمامه" من الوزراء ايضاَ، يحمل كل منهم رقماً مكوّناً من ثلاث خانات..وفي المقابل هناك ثلاثة دواليب ترتفع على منصّة..تبدأ بالدوران بعد أن يطلق احدهم العبارات المعتادة في سحوبات اليانصيب: السحب الآن على الوزارة الفلانية ..استعداد..1..2 ، ثم تدور الدواليب دوراناً سريعاً ،بعدها تبدأ الأرقام بالتباطؤ الى ان تستقر على صاحب الرقم السعيد من ابناء اصحاب المعالي..فيصبح بمحض الصدفة معالي وزير الوزارة الفلانية.. لحظات قليلة ويتم السحب على الوزارة العلانية ، استعداد 1..2..، وتدور الدواليب من جديد ثم تبدأ الأرقام بالتباطؤ الى ان تستقر من جديد على صاحب الرقم السعيد من آل المعالي، فيصبح بفضل الوالد و(آل الوالد) معالي وزير الوزارة العلانية …وهكذا الى ان تنتهي جميع البطاقات الوزارية المتاحة.في حين يظل الحضور جالسين في أماكنهم مضافاً إليهم كل الخارجين من "التعديل" السابق..الى ان يحين موعد السحب القادم..حيث سيكون الحظ "أوفرا".. دولة الرئيس: اذا رغبت في التعديل أرجو أن تخيّب ظنّي…وتخرج رأسي من تحت اللحاف علّي استنشق أكسجين الأمل ،والعمل ،والكفاءة، والنظافة، التي تشدد عليها دائماً.. لا نريد "دكاترة" ، ولا "عباقرة"، ولا "مخاتير" ،ولا ورثة مناصب من سلالات "البيكوية" ، ولا نوابغ من أصلاب "الباشوية".. نريد أناساً قلوبهم "ع البلد" فقط.. احمد حسن الزعبيahmedalzoubi@hotmail.com
