إصابات في صفوف المشاركين بجمعة “من غزة إلى حيفا”

سواليف

أصيب ثلاثة مواطنين فلسطينيين ظهر اليوم، عقب إطلاق قناصة قوات الاحتلال الإسرائيلي، النار علي المتظاهرين المشاركين في فعاليات مسيرات العودة.

وأكد مصدر طبي في حديث مقتضب لـ”عربي21″، أن ثلاثة مواطنين أصيبوا بالرصاص الحي في مخيم “ملكة” للعودة شرق مدينة غزة، موضحا أن قناصة الاحتلال تطلق النار على المواطنين المشاركين في مسيرات العودة الشعبية.

وأطلقت الهيئة الوطنيّة العليا لمسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، وهي الجهة المشرفة على مسيرات العودة، على الجمعة العاشرة اسم “من غزة إلى حيفا وحدة دم ومصير مشترك”، ودعت جماهير الشعب الفلسطيني إلى المشاركة في الفعاليات التي ستنطلق اليوم في القطاع، ومساء في مدينة حيفا بالداخل المحتل عام 1948.

وانطلقت المسيرات في قطاع غزة يوم 30 آذار/مارس الماضي تزامنا مع ذكرى “يوم الأرض”، حيث تم تدشين العديد من المخيمات على مقربة من الخط العازل الذي يفصل القطاع عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأدى القمع الدموي من قبل قوات الاحتلال المتمركزة شرقي الخط الفاصل لقطاع غزة، إلى ارتفاع عدد شهداء مسيرات العودة في قطاع غزة إلى 118 شهيدا، وأكثر من 13 ألف مصاب بجراح مختلفة، بينهم 330 حالتهم “خطيرة”، وفق ما ورد في إحصائية وزارة الصحة .

لكن وفق متابعة “عربي21” هناك 6 شبان فلسطينيين زعم الاحتلال أنهم استشهدوا وما زال يحتجز جثامينهم، وبذلك يصل إجمالي عدد شهداء مسيرات العودة إلى 124 شهيدا، علما بأن هذه الإحصائية لا تشمل العديد من الشهداء الذين قضوا في قصف مواقع للمقاومة الفلسطينية.

وكانت الهيئة الوطنيّة العليا لمسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، قالت إن استمرار المسيرات في غزة بمشاركة القوى والقطاعات الشعبيّة كافة، كمسيرات جماهيريّة شعبيّة بطابعها وأدواتها السلميّة، “تأتي لحماية حقّنا في العودة وكسر الحصار”.

ووجهت الهيئة في بيان لها التحيّة لصمود الأهالي بالداخل عام 1948. وقالت إنه “انطلاقا من وحدة الدم ووحدة الهدف ووحدة المسار والمصير، فإنّنا نعلن أنّ الجمعة القادمة يوم 1-6-2018، هي جمعة من غزّة إلى حيفا.. وحدة دم ومصير مشترك”.

وأضافت: “نؤكّد وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة أهدافه، موجّهين التحيّة لأهلنا في الداخل 48، وخاصّة جماهير شعبنا في حيفا، عروس الكرمل”.

أما في حيفا، فستُنظم المسيرة الساعة التاسعة مساء، في مفرق الشهيد باسل الأعرج في جادة الكرمل.

وأكد الحراك الشبابي بحيفا أن “نداء غزّة للتظاهر من غزّة إلى حيفا، خطوة واحدة مهمّة وجذريّة في الطريق الذي بدأنا السير فيه”.

وأضاف أنه “لسنوات طويلة واجه شعبنا جميع أشكال الجريمة الإسرائيليّة، ولعلّ أخطر ما واجهه شعبنا في الداخل، السعي الصهيونيّ إلى تقسيمنا: تقسيم فلسطين، وقطعنا عن إخوتنا اللاجئين المهجّرين من الوطن، ومحاولة إقناعنا بأنّنا لسنا جزءا من الشعب الفلسطيني، ومحاولة سلب حقّنا في أن نعيش مستقبلا واحدا مشتركا حرّا وكريما في كل بلادنا”.

يُذكر أن شرطة الاحتلال قمعت ذات المظاهرة الجمعة الماضي في حيفا، واعتقلت عشرات المشاركين فيها بعد الاعتداء عليهم بالضرب.

وشهدت حيفا مؤخرا سلسلة تظاهرات داعمة وغاضبة إثر المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بحقّ المتظاهرين الغزّيّين السلميّين في عدة مواقع متاخمة للسياج الأمنيّ التي استشهد خلالها وعلى إثرها 116 متظاهرا، إضافة لإصابة الآلاف.

وكانت أبرز التظاهرات التي شهدتها حيفا وأكبرها بعنوان “اغضب مع غزّة”، التي قمعتها قوّات الشرطة الإسرائيليّة بوحشيّة، واعتقلت خلالها 21 متظاهرا أُفرج عنهم جميعا بأمر قضائيّ، ونُقِل بعضهم إلى المستشفيات لتلقّي العلاج.

وحول انعكاس رد المقاومة على العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة على مسيرات العودة، أكد المختص في الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، مأمون أبو عامر، أن “مسيرات العودة سوف تتعزز بعد جولة المواجهة المسلحة الأخيرة”.

وأضاف : ” أعتقد أن الحماس سيزداد في نفوس الشبان للمشاركة في المسيرات بعد أن نجحت المقاومة في الرد على الغارات الإسرائيلية وبقوة، وما يزيد من ذلك هو وحدة العمل العسكري الذي سينعكس أكثر على الفعل الجماهيري”.

واستبعد أبو عامر، “لجوء الاحتلال لمزيد من القوة النارية في قمع المتظاهرين السلميين، لأن ذلك سيكون أكثر حرجا له، ولا سيما أن إسرائيل ادعت أنها ترد على صواريخ المقاومة بالقوة النارية، والآن إطلاق النار على المتظاهرين سيشكل حرجا لها، لأنها لا تملك غطاء سياسيا ولا أخلاقيا لهذا السلوك الإجرامي”.

واستدرك بقوله: “لكن ذلك لن يمنع جيش الاحتلال وقناصته من إطلاق النار وإيقاع إصابات في صفوف المواطنين الفلسطينيين، مع احتمال أقل في عدد الإصابات والشهداء”، وفق تقديره.

خيار مقبول

من جانبه، اتفق الكاتب والمحلل السياسي، فايز أبو شمالة، ما ذهب إليه المختص أبو عامر، بشأن استبعاده توجه الاحتلال لاستخدام المزيد من القوة النارية في تفريق المتظاهرين، وقال: “الاحتلال سيكون أكثر حذرا خشية فتح صفحات جديدة من الجرائم والتذكير بماضيه”.

وأوضح ، أن الاحتلال “سيتعامل مع المسيرات كخيار فلسطيني مقبول لديه قياسيا بخيارات القذائف”، لافتا إلى أن “جيش الاحتلال يعرف أن التصعيد ضد مسيرات العودة الشعبية قد يجره إلى تصعيد في المواجهات، في الوقت الذي لا تتلاءم حساباته الآن مع التصعيد في هذه المرحلة”.

ورأى أبو شمالة، أن رد المقاومة على العدوان الإسرائيلي، “سينعكس بكل تأكيد بالشعور بالقوة والفخر بقدرات المقاومة على قصف غلاف غزة بالقذائف”، مؤكدا أن “هذا الإحساس يريح المواطن ويبعث في نفسه الثقة ويشجعه على التواجد في معسكرات العودة ومواجهة الصهاينة”.

وأشار الكاتب، إلى أن “الالتحاق بصفوف المقاومة لا يتسنى لكثير من الشباب، لذا فإن البديل بالنسبة لهم هو المشاركة في مسيرات العودة والمواجهات الحدودية الشعبية مع قوات الاحتلال”.

وأدى القمع الدموي من قبل قوات الاحتلال المتمركزة شرقي الخط الفاصل لقطاع غزة، إلى ارتفاع عدد شهداء مسيرات العودة في قطاع غزة إلى 118 شهيدا، وأكثر من 13 ألف مصاب بجراح مختلفة، بينهم 330 حالتهم “خطيرة”، وفق ما ورد في إحصائية وزارة الصحة التي وصلت “عربي21” نسخة عنها.

لكن هناك 6 شبان فلسطينيين زعم الاحتلال أنهم استشهدوا وما زال يحتجز جثامينهم، وبذلك يصل إجمالي عدد شهداء مسيرات العودة إلى 124 شهيدا، علما بأن هذه الإحصائية لا تشمل العديد من الشهداء الذين قضوا في قصف مواقع للمقاومة الفلسطينية.
عربي 21

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى