تصدير الموت ! / خيري منصور

تصدير الموت !

لو اعدت قائمة بما نستورده في هذه المنطقة من الغرب لأدخلت على الفور الى موسوعة غينيس لأنها اطول من خط الاستواء، بدءا من قرص الاسبرين حتى الطائرة، مرورا بالمضادات الحيوية، لكن ما بدأت هذه المنطقة تصدره الى الغرب بعد النفط هو مضادات الحياة، بعد ان فاضت ثقافة الموت عن حاجة هذه المنطقة، اما اهداف مضادات الحياة فهي ليست مستوطنات او ثكنات، انها مباريات رياضية وحفلات موسيقية واسواق يتجول فيها مدنيون ابرياء واطفال، وما بذله مفكرون ومثقفون من العرب من جهد للرد على اطروحات الاستشراق يتولى افساده الان قطعان تحاور الموسيقى بالعواء، وتقدم للاستشراق في أقسى ما قاله عنّا ذرائع جديدة بالمجان !
تصدير الموت هو آخر مبتكرات الايديولوجيات العمياء التي تحشر الدماغ في حذاء معدني كما كان الصينيون يفعلون بأقدام اطفالهم كي لا تستطيل .
ولا ندري حتى الان لماذا يتألف بنك الاهداف للارهاب من صحف ومكتاب واندية رياضية وقاعات مخصصة للموسيقى ؟
ولا ندري ايضا لما يستثنى العدو الحقيقي الذي يحتل الارض ويستبيح المقدسات من هذه الحرب ؟
قبل ايام قالت لي زوجة ابني الفرنسية انها كانت تفكر بالذهاب الى مدينة نيس هذا الصيف ومعها حفيدتي، وكثيرا ايضا نجوا بمحض الصدفة من تلك الشاحنة العمياء لأنهم كانوا في مكان آخر .
لم يحدث ذات يوم ان شنّت حرب لهذه القذارة ضد الانسان بصفته انسانا، ما دام الضحايا من مختلف الجنسيات والالوان، فهل هناك دين نجهله يبرر مثل هذه الحرب ضد كل من يعيشون ويكدحون على هذا الكوكب ؟
لقد تجاوز سيل الدم الزبى وأغرقها، ولم يعد الانسان في اي مكان آمنا على حياته وحياة ابنائه واحفاده، واذا كانت البشرية كلها هي المستهدفة فلماذا لا تحشد كل ما لديها للدفاع عمّا تبقى ؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى