بعد أن شهد العالم العربي والاسلامي توقيع ” وعد ترامبليون” بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل هبت قوى شعبية وحزبية ومؤسساتية في جميع دول العالم وخصوصاً في الأردن رفضاً لهذا القرار الذي يعيد إحياء 100 عامٍ مضوا على توقيع وعد بلفور المشؤوم وربما اعتبر ترامب هذه الخطوة تجديداً للوعد وتقريباً لحلم الكيان الصهيوني ببناء دولة مستقلة ذات سيادة معترف بها دولياً وشرعياً لها عاصمتها، وباقي ما تبقى من مدن فلسطينية لم تستوطنها قوى الإحتلال سيتم التعامل معها تباعاً لهذا القرار الوقح الذي استفز وأحيا القضية الأولى على الصعيد الشعبي .
ترامب خرج واثقاً بأن ردة الفعل العربية لن تتخطى حائط المظاهرات السلمية ” بالحد الأدنى للتعبير ” والتي منيت بموافقات حكومية لمد الشعوب بالأمان ولتخطي الشعور بالغضب من خلال التعبير عنه في الطرقات .
لم يكن ترامب متوتراً أو متردداً عندما اعلنها قائلاً ” القدس عاصمة اسرائيل” كما حلل البعض فهذا الرجل مُسخر لتحقيق هذا الحلم البعيد المنال بإذن الله عن أيدي المحتل .
بل كان ” مقرراً ” أن يعلنها وافياً بوعوده لصهيون مؤكداً أن هذه الخطوة تخدم الولايات المتحدة الأمريكية فأين التردد بذلك ؟ وهو الرجل ” المغرد” الباحث عن الوظائف والغنائم والأسلحة في الشرق الأوسط فإذا كان هذا القرار يخدم بلاده لما يتردد ؟
وما يحصل من وقفات وهبات شعبية لا نستطيع ان ننكر مدى قوتها وحقيقتها لا يكفي في واقع الأمر، حيث أن الواقع السياسي يجب أن يحرض على التحرك الفعلي ولا يتوقف على مظاهرٍ إعلامية تثبت حسن النوايا .
ما تملكه الدول العربية بعيداً عن توصيف الخلل الحاصل والذي افضى بالفرقة بين دول شقيقة يستطيع أن يقابل هذا القرار بالرفض من خلال الضوابط التشريعية الدولية وحق التصويت لرد هكذا اعلان لصحبه .
وبجانب ذلك ،المعركة الحقيقية إن بدأت بأكثر من هكذا تحركات فهي في فلسطين المحتلة ونحن نعلم بان الشعب الفلسطيني على اختلاف فصائله يملكون القوة الكافية لخلق إنتفاضة حجارة فقط تربك ” أمان ” الكيان السافر وتجهض فرحته اللئيمة .
فمن صفات صهيون ” الجبن ، الخبث ، الكذب ” ولأنهم يتنعمون بمباركة امريكية تبجح صاحب القرار بها واصفاً اسلافة ” بالضعفاء ” إثر تأجيل اعلانهم القدس عاصمة اسرائيل وقرر ان يكون الرجل الخارق للقوانين التي كانت تحتم على اسرائيل وصفاً لا يبتعد عن كونها كيان محتل ولا يقترب من كونها دولة ذات سيادة
مما جعل الاجماع على الرفض من دولٍ غربية وعربية لقرار ترامب لا يتعدى كونه “حقنة اعلامية” فقط .
خروج نتنياهو مباركاً هذه الخطوة ” المتأخرة ” داعياً بقية الدول بنقل سفاراتها إلى اورشليم يجعله قرير العين من أي تحرك ضد احتلاله ، ولسان حاله يقول الراعي الرسمي تحدث وأعلن فماذا انتم فاعلون ؟
ما لا يعقله هذا الأصهب أن الحكومات العربية وإن تأخرت او اجلت حق الرفض الفعلي برد هذا القرار فهناك في هذه البلاد المحتلة من سيخرج لإشعال فتيل حق الاسترداد ولو كان بعملٍ فردي دون دعوة فصائلية لتحقيقه .
وما لا يفقهه هذا المتداعي على ذاته بأن هذه الخطوة أعادت إحياء الجسد الواحد ولو كان مشهداً منضبطاً فهو يعني تغليب القضية على الخلافات .
وحديثنا موجهٌ لأهلنا في الأراضي المحتلة قضيتكم في الأرض فلا تخرجوا نازحين او لاجئين ولا تعيدوا إحياء التاريخ فإما أن تبقوا أو تفنوا …
والله المستعان