مشعل .. زارنا ولم نره / سالم الفلاحات

مشعل .. زارنا ولم نره
مواقف كثيرة ما أثقلها على نفوس الشرفاء وأهل النخوة والشهامة، وما اكثرها هذه الأيام.

حتى لو أبعدت ناظريك وأغمضت عينيك عن مصيبة الشرق في بغداد الرشيد، وموصلها، ورماديها، فستتحول إلى الشمال وسترى ما يهولك في شام العرب وما حولها، ولو حاولت أن تغض الطرف عما يجري في الجنوب في صنعاء، وتعز العزة، وما تتعرض له حرائرها وأطفالها وشيوخها وأمنها وتراثها ومستقبلها… فسترى ليبيا وما يحاك لها من قبل ومن بعد، لحرمانها من الخروج من التيه الذي زاد عن أربعين عاماً متواصلة، ولن تستطيع أن تتجاوز قاهرة المعز عمق الأمة وما يجري فيها، وحتى تونس التي توافق أهل الرأي فيها، وتنازلوا عن حقوقهم في سبيل مستقبلها وقوتها.

سيقول لك (العقلاء !!) على رسلك (طَوّل بالك)، إذا كانت الحوادث أكبر منك فالخسارة هي النجاح والفشل هو الأسلم.

تناقلت وسائل الإعلام وأطلقت لخيالها العنان في خبر دخول الأستاذ المجاهد خالد مشعل إلى الأردن لزيارة والدته المريضة عافاها الله.

مقالات ذات صلة

والحكومة الأردنية مشكورة على سماحها له بزيارة بيت أمه، إن كان الخبر صحيحاً.

لكنني شعرت بالألم الشديد، بعد أن سألت جميع أهل الذكر والإطلاع عن كيفية السلام على أبي الويد وتقديم الواجب الاجتماعي، لكريمٍ لو سمع بك تحل في المكان الذي هو فيه في مهجره لوصل إليك واستضافك ولقيك بابتسامته المعهودة.

لعمرك ما ضاقت بلاد باهلها ولكن أخلال الرجال تضيق

نعم قد لا نختلف حول عدم تحويل الإنساني إلى سياسي استعراضي، لكن الاجتماعي هو الحد الأدنى في العلاقات الإنسانية، وعندما تغيب فعلى الدنيا السلام.

في ظلام الجاهلية الاولى لم يطق (عثمان بن طلحة) وهو مشرك أن تبقى أم سلمة في مكة تبكي عاماً كاملاً كل يوم ولا يعيدها لبيتها إلا حر الشمس، بينما أبنها سلمة عند أهل زوجها، وزوجها في المدينة، فاصطحبها هذا الشهم بكريم أخلاقه، وتحمّل في سبيل ذلك التبعات حتى جمعها بولدها وزوجها.

تحياتنا لك يا أبا الوليد آثرت كعادتك أن لا تُحرج أحداً أو جهة، ولا تحرج نفسك، ولكن نعم زرتنا ولم نرك وقد حاولنا، وإليه وحده المشتكى.

سالم الفلاحات

3/2/2016م

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى