السياحة والتبجح / محمود الشمايلة

السياحة والتبجح
من حسن حظنا وجود اثار قديمة لامم سابقه ليس لنا اي فضل فيها ، هي قلاع عسكرية وبقايا مدن .

الحكومات الاردنية المتعاقبة ممثلة بوزارة السياحة عملت من البحور مقاثي على اعتبار ان وزير السياحه هو من قام ببناء قلعة عجلون وامين عام الوزارة قام بزراعة اعمدة جرش وامين عمان قام ببناء المدرج الروماني وبدون مساعدة صديق ورئيس سلطة اقليم العقبة هو من قام بدهان البحر باللون الاحمر وجعله متوسطا.

لا شيء في وطني جميل سوى انه وطننا الذي خرجنا من رحمه فالوطن تماما كالأم ليس بالضرورة ان تكون جميلة لاحبها.

عندما تزور موقع اثري بحجة السياحة فأنك ستواجه معركة عصيبة مع المطبات على طرق مهترئة في صحراء قاحلة وحتما ستتمرمغ بالغبار وتعجز عن شراء وجبة طعام لسعرها الفاحش.

مقالات ذات صلة

السائح الغربي الذي يأتي ،،، لا شك انه معني بهذه المواقع فقط وهو يعلم تماما اننا لا نملك اي شيء سوى بيع متعة المشاهدة لاماكن امتلكناها بمحض الصدفه ولم نقدم اي شيء يضاف الى مفهوم السياحه سوى وزارة في عمان مؤثثه بأثاث فاخر ، تعمل على توفير فرص السياحة للوزير ومعاونية في تركيا او شرم الشيخ او انقرة مثلا .

لم اسمع يوما ان وزير السياحة قد جاء للتسوح في الكرك او في حمامات وادي ابن حماد او عفرا والبربيطه .

واذا اقامت وزارة السياحة مهرجان سياحي فانها ستقوم باحضار ( خرج حمار وقادم وشد وسرج حصان ودلة قهوة نحاسية وطبخة شوربه عدس وبعض مشتقات الالبان ) وتعرض في مكان فاخر جدا وعلينا ان نقف مدهوشين امام هذه المعروضات على اعتبار اننا لا نعرفها وانها موروث لاجدادنا ،،، وفي حقيقة الامر نكون قد تناولنا غدائنا في البيت قبل زيارة المعرض وهو شوربة العدس مع البصل الاخضر او ربما طبخة سليقه او مجدرة .

وفي المساء يفتتح الوزير المهرجان بفرقة ( السامر ) لعمل الدحيه ،، وربما يقف الوزير مع الجوقه ويجامله الامين العام ومدير السياحه الداخليه والخارجية للمشاركه ونسمعهم وهم يرددون ( دحيه ،دحيه دحيه دحيه ) .
ثم يغادرون المكان استعداد للسفر الى اليونان بقصد السياحه .

ما اتعس هذا الوطن بكم ،،،،
وما اقبح تبجحكم حين تدّعون ان الوطن امانة في اعناقكم ،،

سياحة وسفر واعفاء من رسوم الدخول للخرابات .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أراهن بعمري إذا 90% من موظفات الوزاره تحديد (حتى اكسب الرهان و ما اخسر عمري) يعرفن ماذا يعني قادم و شد .. انا ابن باديه و فلاح و خريج بريطانيا و عملت مترجم لحاجتي للعمل آنذاك لمصلحة احد الوزاراة المعنيه بالتراث .. أدهشني ان من يشرح عن مفردات التراث هن فتيات جميلات لم يغادرن عمان و لم يسبق لهن رؤية تلك الاشياء بأم أعينهن .. انا مترجم فقط .. كلهم يعرفون من اسمي انني انتمي لتلك المفردات بطبيعة معاش اهلي لكن لم يكترث احد بالاستفسار مني عن اي شيء و لو من باب الفضول .. و كأننا نتحدث عن اشياء في الثقافه الصينيه و لا يهمنا منها فقط الشكل وتعبئة الاوراق.. هذه فقط جزء من تجربتي مع من يقوم على تراثنا و سياحتنا

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى