إذا كان خاشقجي وصل إلى الرياض، فكيف تجنبت المخابرات السعودية الرقابة التركية؟

سواليف
وصل خاشقجي إلى الرياض! لا لم يصل، لا يزال في القنصلية السعودية في إسطنبول. مقربون من السلطات السعودية يؤكدون، بينما مسؤولون أتراك يقولون إنه لا يزال محتجزاً في مبنى القنصلية. ولكن دعنا نفترض أن السعودية قد هرَّبته فعلاً خارج تركيا، فما مدى واقعية السيناريوهات المحتملة لعملية التهريب هذه.
الطريق الأول: بحراً عبر لبنان
تتعدد الروايات التي تشير لاحتمالية وصول خاشقجي بالفعل إلى الرياض، فذكرت مصادر مقربة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لـ «عربي بوست»، أنّ «خاشقجي نقل بالفعل إلى السعودية بعد اختطافه، فور دخوله مقر القنصلية عبر عملية رُتب لها بإتقان». تتطابق ما ذكرته المصادر السابقة مع ما أكده المعارض السعودي عبدالله الغامدي، المقيم بلندن، في تصريحات خاصة لـ «عربي بوست»، بتواجد خاشقجي الآن بالرياض بعد اختطافه من تركيا مروراً بلبنان.

ويمكن نقل خاشقجي براً من مقر السفارة بإسطنبول إلى مدينة مرسين الساحلية على البحر الأبيض المتوسط خلال 10 ساعات تقريباً.


ومن هناك يمكن أن يتم نقله عبر البحر في زورق باتجاه لبنان، الذي تملك فيه السعودية نفوذاً كبيراً. ومن هناك يتم نقله في طرد دبلوماسي جواً إلى الرياض.

وأضاف الغامدي أنّ السلطات التركية تعلم بوصول خاشقجي إلى الرياض، لكنّها فضلت عدم إعلان الحقيقة لمنح السعودية الفرصة لإعادته مرة أخرى إلى تركيا. وقال مسؤول إن وزارة الخارجية التركية استدعت السفير السعودي لدى أنقرة، الأربعاء 3 أكتوبر/تشرين الأول، للتشاور بشأن اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

الطريق الثاني: براً باتجاه أرمينيا
إلا أن مصدر ثالث يعمل بوزارة الداخلية السعودية، قال لـ «عربي بوست»، إنه كان من المقرر خطف خاشقجي براً عبر دولة أرمينيا الملاصقة للحدود الشرقية لتركيا في 18 ساعة وصولاً لمنطقة Gyumri الحدودية، تمهيداً لنقله إلى السعودية جواً.


وأشار المصدر الذي يشغل رتبة كبيرة، ويعمل في المركز الوطني للأمن الإلكتروني المرتبط بشكل مباشر مع الاستخبارات السعودية، إلى أن اختيار أرمينيا جاء باعتبارها منطقة حدودية، يعرف أن عمليات التهريب غير الشرعية منتشرة بشكل كبير عبرها، أكثر من أي دولة حدودية أخرى مع تركيا». ويمكن هنا للأمن السعودي استغلال هذه الثغرة ونقل خاشقجي براً إلى الحدود، ثم جواً من تلك الدولة كطرد دبلوماسي إلى السعودية.

المصدر ذاته أشار إلى أنّ خاشقجي لا يزال محتجزاً داخل القنصلية، لكنّ الحكومة السعودية باتت في ورطة، فإن أطلق سراحه سيتحدث خاشقجي عما حدث له للإعلام، وإن تركوه محتجزاً قد يتسبب في أزمة أكبر مع الحكومة التركية. المصدر لم يعجبه الأسلوب الذي تم به اختطاف خاشقجي واعتبرها طريقة غير احترافية، مشيراً إلى أن من نفذوا العملية ليسوا مدربين بشكل جيد على التعامل مع مثل هذا النوع من العمليات، خاصة تلك التي تتم خارج الحدود. ووصف أسلوب النظام السعودي بأنه «بدائي جداً في التعامل مع مثل هذه النوعية من الأزمات والمشكلات السياسية». وتابع لقد طلبوا من خاشقجي قبل زيارته الأخيرة للقنصلية أن يراجعهم من جديد، وفي تلك الأثناء تم الترتيب لعملية خطفه، «وضعت خطة اختطافه على أساس قدومه منفرداً إلى مقر القنصلية إلا أن مجيء خطيبته برفقته أربكهم».
عملية الخطف تمت لاعتبارات عديدة
ويتابع قائلاً: «عملية اختطاف خاشقجي تمت لاعتبارات عديدة أهمها عمله لصالح جناح الأمير أحمد بن عبدالعزيز الذي يعيش بلندن، والمرشح الأقوى لخلافة الملك سلمان من قبل النسبة الكبيرة من العائلة الحاكمة آل سعود». والأمير أحمد بن عبدالعزيز آل سعود كان وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية، بالفترة من 18 يونيو/حزيران حتى 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2012. هو الابن الحادي والثلاثون من أبناء الملك عبدالعزيز وهو أصغر أبناءه من زوجته الأميرة حصة بنت أحمد السديري. وهو ممن يطلق عليهم لقب السديريون السبعة. والأمير أحمد هو الأخ الشقيق للملك سلمان، وهو أحد المعارضين لتولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد. وقال المصدر إن خاشقجي بالنسبة لهذا الجناح المعارض للملك سلمان وولي العهد هو وسيلة ضغط مهمة لتأليب الرأي العام العالمي على الحكم الراهن. ويضيف وما تواصُل خاشقجي مع المعارضة السعودية بلندن في الفترة الأخيرة، إلا إحدى وسائل الضغط على النظام الحالي. ويرى المصدر أن إطلاق سراح خاشقجي هو أحد السيناريوهات المطروحة وربما سيكون ضمن صفقة يقبل فيها بتجنب الخطاب العدائي ضد ولي العهد السعودي، وأن يتحدث بشكل إيجابي عن الحكام الحاليين، ويتجنب أيضاً الحديث عن بن سلمان كشخص متهور.
هاف بوست

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى