السعودية تعلن حالة الطوارئ: “فايروس زيكا” يهدد الحجاج

سواليف

لم تعلن وزارة الصحة السعودية حتى الآن وجود إصابات لفيروس زيكا في المملكة، إلا أنها دقت ناقوس الخطر وحذرت من الوباء، إثر توافر البيئة الحاضنة له في مدينتي جدة وجازان، حفاظاً على المواطنين وعلى ملايين الحجاج والمعتمرين.

الوزارة كشفت أن فيروس زيكا هو نسخة حديثة من بعوضة حمى الضنك، المتواجدة على سواحل تلك المدن، وأكدت أن العمل جارٍ لمكافحتها برش بؤر تجمعها بشكل مستمر.

في حين أكدت منظمة الصحة العالمية أن السعودية خطت خطوات واضحة للقضاء على بؤر بعوضة الضنك ناقلة فيروس زيكا، مشيرة إلى أنه لا خوف على المعتمرين أو الحجاج من الإصابة بالفيروس.

المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المهندس فيصل الزهراني قال إن فيروس زيكا يأتي من بعوضة تسمى ناموس الزاعجة تم اكتشافها أخيراً، وتوجد حالياً على سواحل جدة وجازان، نافياً في الوقت نفسه تسجيل أي حالة مرضية بالفيروس في الشرق الأوسط.

بيد أن أطباء وأخصائيين حذروا من البرك وتجمعات المياه الراكدة التي تنتشر في عدد من الأحياء بمدينة جدة، التي أسهمت في أوقات مضت في انتشار حمى الضنك، حيث تهدد تلك المناطق الملوثة صحة آلاف القاطنين في الأحياء الجنوبية والشرقية بالمدينة.

خوف وخشية

وفي ذات السياق، قال الدكتور هشام راضي، أخصائي مكافحة الأمراض والأوبئة، لـ”هافينغتون بوست عربي”: “أخشى تفشي فيروس زيكا، وأسباب تلك الخشية تفرض نفسها على واقع العديد من الأحياء في مدينة جدة، التي لازلت تعاني من تسرب مياه المجاري، وانتشار تجمعات مياه الأمطار، إضافة إلى تراكم النفايات في الأحياء الشعبية، وتمثل تلك الأسباب مجتمعة البيئة المثالية التي قد ينشأ عنها فيروس زيكا”.

وأضاف: “يشترك فيروس زيكا مع حمى الضنك في نفس الأسباب التي قد تسهم في تفشي الإصابات، فيروس زيكا قد ينظر إليه على أنه أقل ضرراً من حمى الضنك، إلا أنه فيروس قابل للتطور، في ظل وجود بيئة حاضنة له، وعلى الجهات الحكومية، لاسيما البلديات، العمل على التخلص من مظاهر التلوث البيئي على نحو جذري، منعاً من تفشي تلك الفيروسات بين عموم الناس”.

المزيد من الخطوات الاحترازية

ومنذ ربط حمى الضنك بفيروس زيكا بدأت أمانة منطقة جازان تنفيذ حملة المكافحة المنزلية لناقل حمى الضنك، للحد من ارتفاع معدلات الإصابة بالمرض، كما تعمل على رصد تجمعات المياه داخل المنازل، وخارجها، وتسهم في تفعيل الدور التكاملي لخدمات النظافة، والرقابة التجارية في الأسواق، والمرافق البلدية، والإدارات ذات العلاقة، إضافة إلى رفع مستوى الوعي الثقافي لدى المواطن والمقيم للتسلح بوسائل الوقاية من الأمراض.

ويأتي ذلك تزامناً مع التصريحات التي أدلى بها استشاري الأمراض المعدية المدير العام لمكافحة العدوى بوزارة الصحة، هايل العبدلي، عبر حسابه في “تويتر”، التي كشف فيها أن عدد الإصابات بمرض حمى الضنك العام الماضي (2015) بلغت 4000 حالة، وتوفي جراء الإصابة بهذا المرض 6 أشخاص، موضحاً أن فيروس حمى الضنك مستوطن ويسجل آلاف الحلات سنوياً، وبحسب الإحصاءات، فقد سجلت المملكة خلال 2013 أعلى نسبة إصابة بحمى الضنك، وذلك بأكثر من 6000 حالة، وتراجع العدد في 2014 إلى 2181، ليعاود الارتفاع مجدداً في 2015 إلى 4312 حالة.

شاكر متوكل، شاب سعودي ناشط في الحملات التوعوية للحفاظ على البيئة، يصف لـ”هافينغتون بوست عربي” ضرورة التعامل بصورة أكثر جدية مع المشاكل البيئية قائلاً: “هنا يقع التحدي الحقيقي لأمانة جدة، التي طالما اتهمت بالإهمال في عدم معالجة بؤر التلوث التي تشمل برك المياه الراكدة وتراكم النفايات، التي طالت العديد من الأحياء في جدة، حيث يمثل فيروس زيكا واحداً من أهم الأخطار التي تهدد صحة المجتمع، وذلك في حال عدم التعاطي مع حلول جذرية مع أسباب نشوء فيروس زيكا، وهو النسخة المتطورة لحمى الضنك”.

وأوضح شاكر أن 40% من أحياة جدة مهددة بتفشي الأمراض والأوبئة، حيث يتركز التلوث البيئي في الأحياء الجنوبية ووسط المدينة، أهمها أحياء الهنداوية، والكرنتينة، والسيبل وصولاً إلى حي الرويس في وسط جدة، إضافة إلى أحياء شرق الخط السريع، وأهمها حي القويزة، مشدداً على ضرورة التحرك لمكافحة بؤر التلوث ومنع تفشي تلك الأوبئة.

سكان الأحياء الشعبية يستنجدون

وفي ذات الإطار، طالب العديد من سكان الأحياء الجنوبية، بوجوب التحرك سريعاً لمكافحة حمى الضنك، تجنباً لتفشى حالات الإصابة بفيروس زيكا.

وبحسب صلاح مرعي، وهو شاب يمني يقيم بحي الكندرة وسط مدينة جدة، الذي يؤكد ‫لـ”هافينغتون بوست عربي” أن “الخوف بدأ يدب في جميع قاطني المنطقة نتيجة التسرب المستمر لمياه المجاري في الطرق والأزقة الضيقة، وقد قامت الجهات الحكومية بمعالجة الأمر أكثر من مرة، إلا أن تسرب المياه يتجدد في كل مرة، وها نحن نسمع عن تلك الأمرض، ومدى خطورتها”.

وأضاف “في العامين الماضيين أصيب أكثر من 6 أشخاص من المقيمين في المباني المجاورة لبيتي بحمى الضنك، واليوم نسمع عن فيروس آخر، زيكا، والحال لم يتغير، فلا زالت المياه الآسنة تثير الرعب في سكان حيّنا”.

وعلى ذات المنوال، يؤكد يحيى يونس، وهو أب سعودي لـ3 أبناء، أصيب أحدهم بحمى الضنك في عام 2013، ‫لـ”هافينغتون بوست عربي” خشيته من فيروس زيكا، قائلاً: “من المرعب أن تسمع عن مسميات جديدة للفيروسات والأمراض، ولازالت أسباب الانتشار الأمراض مستمرة، أصيب ابني الأصغر سناً، ذو الـ15 عاماً، قبل عامين ونصف بحمى الضنك بسبب الجلوس بالقرب من أحد تجمعات المياه الراكدة، إلا أنه تلقى العلاج المناسب، ولا زلت أقيم في هذه المنطقة، حي الشرفية بجدة، ولكن فيما يبدو أن الجهات البلدية تتحرك في بطء شديد، فإذا افترضنا انفجار إحدى مواسير المياه المجاري في حيّنا، فعليك أن تتوقع مجيء العمال المختصين بعد أسبوع على الأقل، وخلال هذه الفترة لابد أن نستعد لمزيد من ضحايا الأوبئة”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى