كورونا السعادة

كورونا السعادة
يوسف غيشان

…. وهل يعني استيطان الكورونا المعدلة أننا سنحصر كل كتاباتنا حولها طوال العام؟ أنا شخصيا سأكسر هذا التقليد فلدينا قضايا أخرى جميعها عالقة، ونحن عالقون معها، سأتحدث اليوم حول قصة السعادة.

أعلن مدير مدرسة جنوب لندن بأنه قرر تعليم تلاميذه كيفية السعادة من خلال حصص دراسية. قال الرجل للصحفيين خلال مؤتمر صحفي بأن تركيز التربويين انصب مؤخرا على الجانب الأكاديمي متغاضين عن أمر شديد الأهمية، وهو الرغبة في الاستمتاع بمشاعر السعادة.

ويعتمد المشروع على تدريس علم النفس الإيجابي وتعليم الطلبة على طرح المشاعر السلبية وحل مشاكل التناغم في العلاقات الإنسانية. وقال أستاذ مادة السعادة في المدرسة إن المشاهير ونجوم المجتمع غالبا ما يدفعون المراهقين للتفكير بالثروة والامتلاك، لكن هذه الأمور ليست مفتاحا للحياة السعيدة.

مقالات ذات صلة

أعود من عالم الديجيتال إلى ارض الواقع لأقول إننا هنا لا نحتاج إلى من يعلمنا السعادة ولا كيفية طرح وإلغاء المشاعر السلبية، إذ إن كثيرا من الدول العربية ومنذ عقود تمتلك كل واحدة منها طرقا كفيلة بأن يطرح المواطن جميع مشاعره السلبية ولا يعود إليها تحت طائلة المساءلة ودفع الثمن غاليا.

هكذا نكون نحن العربان قد تفوقنا على الفرنجة في هذا المجال الدقيق، لا بل إن أي واحد منا يستطيع أن يكون أستاذا في علم طرح المشاعر السلبية.

بالنسبة لقصة التفكير بالثروة والمال والجاه، فهذه أمور لا تؤثر علينا لأن الجنين عندنا يتكون في بطن أمه يتشكل قنوعا، ويرضع فور ولادته حكمة: (القناعة كنز لا يفنى)، لهذا يظل الفقير فقيرا قانعا بفقره هو ونسله من الأزل إلى الأبد، ويظل الغني وأحفاده وأحفاد أحفاده أغنياء إلى الأبد. وهذا تقليد عربي لا نتخلى عنه …ونفديه بالنجيع.

قصة السعادة…؟؟؟؟؟ وما حاجتنا للسعادة أصلا. !!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى