#الزواج و #الطلاق المبكريًن كثنائية أردنية..ماذا تعني..؟
أ. د حسين محادين
- بعيدا عن الارقام الرسمية كمصدر سنوي وحيد يتناول ثنائية #الزواج و #الطلاق المبكريّن في المجتمع، فأن من شأن الباحثين والمدقيقين في وقائع ومؤشرات الزواج والطلاق ان يلحظوا بحكم الملاحظة بالمعايشة ايضا ما يات:-
1- برغم ارتفاع نسب #التعليم في مجتمعنا الاردني، الا ان هناك استمرارا في واضحاً في تزويج الإناث #القاصرات بحجج اجتماعية ثقافية تقليدية تُنسب وتبرر الى الدين الإسلامي ومفاهيمه بصورة خاطئة للاسف من جهة، ومن جهة ثانية توسع بعض #القضاة الشرعيين الاكارم في تفعيل ما منحه اياه قانون الاحوال الشخصية الاردني من جواز تزويج القاصرات في حالات خاصة والتي اصبحت هذه الصلاحية وليس الاستثناء كما اجتهد كمتخصص في علم الاجتماع..
2- ارتفاع اعداد حالات #الطلاق المبكر- خلال السنة الأولى من الزواج- ما يعني تفرد مجتمعنا الأردنية بثنائية لافتة ومهددة لأمنه القيمي
وبنائه الاجتماعي معا، وهذه المشكلة لا تكمن خطورتها في ارتفاع الارقام الاحصائية الدالة عليها فقط ، بل في ضرورة اجراء دراسات علمية عميقة سريعة للتخفيف من نِسب حدوثهما وقائيا وعلاجيا .
3- يلاحظ ايضا ان المجتمع الاردني ومنذ عقدين من الزمن أخذ يشهد تأخر سن الزواج لدى الجنسين من الشباب بالدرجة الاساس، لأسباب متعددة منها, ارتفاع المهور ، ونسب البِطالة والفقر ايضا، التكاليف المرتفعة جدا ترابطا مع لمتطلبات اهل العروس خصوصا الجوانب المظهرية كالحفلات المبالغ بها، واعداد المعازيم،..الخ.
إضافة لما يراه ويخشاه الشباب عند اقدامهم على تبني فكرة الزواج اصلا، تحديدا ارتفاع في نسب الطلاق خصوصا في السنتين الأوليتين عند من سبقهم في الزواج.
4- ارتفاع نسب الحرية الفردية لدى الشباب من الجنسين خصوصا في المدن الكبرى، خصوصا العاملين منهما في الاماكن التي تسمح بالاختلاط في الحياة والعمل، اي الذين يمتلكون ذمة مالية مستقلة، والتي تمنح كل منهما ان يضع تفضيلاته الحقيقية التي يطلب توافرها في مواصفات شريكه، وبعكس الكثير من حالات الزواج التقليدية التي تتم بناءً على المجاملات الاجتماعية غير المعبرة فعلا عن الرغبة الصادقة لدى اي من الزوجين، خصوصا الاناث منهما قبل ان يتم الزواج نفسه، عملا بمقولات وممارسات خاطئة مثل “ظل راجل ولا ظل حيط، لا يفوت فيك قطار الزواج، ابن عمكِ ما بتلاقي احسن منه..الخ” وهذه الاسس الخاطئة التي تعكس ضعف تنشئة الابناء لأن يكونوا ازواجا ناجحين اثناء مراحل اعدادهم عبر مراحل تطور حياتهما قبل ان يتزوجا هي مقدمات ذاتية وموضوعية لإخفاق الزواج التي يعاني منها مجتمعنا حاليا، وهي التي تحتاج الى اعادة نظر الاهل في اساليب تربية واعداد الابناء من الجنسين لان يكونوا ازواجا ناجحين.
5- علينا الا نسى اباء وصناع قرار وباحثين ان فكرة قبول الطلاب-ابغض الحلال عند الله- قد اصبحت اكثر قبولا اجتماعيا لد اغلبنا خصوصا في ظل تراجع اعداد المتطوعين لاصلاح ذات البين أسريا من جهة، ومن جهة مدعمة للطلاق هو اساءة تعامل اغلبنا مع وسائل التواصل الاجتماعي خصوصا ما توفره من فرص نوعية ومتنوعة المضامين لإقامة علاقات جنسية مهددة لجوهر للزواج نفسه، ما يقتضي من الباحثين والعلماء الانتباه الى التأثيرات والتغيرات الهائلة التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي الحرة كواحدة من مصادر التنشئة الاجتماعية والثقافية. وبالتالي القيمية التي قلصت ادوار الاباء والامهات والاسرة عموما في تشكيل شخصيات ومهارات الابناء من الجنسين حياتيا وبصورة مغايرة لِما كانت عليه التربية عند الاجداد مثلا، الأمر الذي ساهم في توسيع الفجوة الجيلية
في مجتمعنا الأردني حاليا، وهذا سبب أخر لإضعاف مكانة وواقع ارتفاع اعداد حالات الطلاق، تزامنا مع تراجع اعداد المقبلين على الزواج هذه الايام.
ترى ماذا نحن فاعلون للحفاظ على جدار مجتمعنا الاخير وهو الاسرة الأردنية في ظل هذه التغيرات المتسارعة التي طالت قيمتها وتراجع مكانتها لدى العموم، وما العمل للحفاظ على استمرارها الآخذ في الذوبان أمامنا..؟.
انها دعوة للتفكر والتحاور الإجرائي بالتي هي أحسن افراد ومؤسسات علم وصناع قرار ..فهل نحن فاعلون .؟.
*قسم علم الاجتماع-جامعة مؤتة.