ذات صباح ….

ذات صباح ….
محمد طمليه

خرجت من غرفتي فور صحوي من نوم متقطع . فوجئت أن الشوارع خالية من المارة… و ” السيارات” : أنا فقط .
كان الوقت صباحاََ .. وينبغي أن يخرج موظفو القطاعين /
العام والخاص / يخرجون إلى وظائفهم … ولكن أبواب الدوائر موصدة … ورجال الأمن الذين يرابطون بالعادة عند البوابات غائبون … وكذلك المتاجر .. وسوق الخضار .. و صالونات الحلاقة.. ورياض الأطفال .. ومخابر الشرطة .. وربات البيوت.. والمتسولون … والباعة المتجولون : لم أقابل أحداََ…
هل يمكن أن يكون الناس جمـيعاََ قد ذهبوا إلى مكان غير معين؟
لم يخبرني أحد عن نزوح جماعي … ولم يذكروا شيئاََ في وسائل الإعلام :
ذهبوا وتركوني أتخبط وحدي في مدينة أدخلها لأول مرة…
حتى أنهم أخذوا حيواناتهم الأليفة .. بما في ذلك القطط … وكلاب الحراسة … والديك الذي صاح هذا الصباح …
وأخذوا الحشرات أيضاََ : لم المح أي ذبابة.. غريب، كيف
أمكنهم أن يرحلوا في أقل من 12 ساعة وهي
” سواد الليل”؟
واضح أنهم رحلوا على عجل؛ وجراء توتر وهلع؛ ذلك أنني تعثرت بأشياء سقطت منهم أثناء الفرار :
” فردة حذاء كعب عالي” / ” سكين مطبخ” / ” علبة بيرة فارغة” / ” دفتر رسم لتلميذة في الإبتدائي” وقلم كان يستخدمه كاتب جاء إلى المدينة البارحة فقط :
هذا ما تبقى من مدينة أمشي في شوارعها وأزقتها وحيداََ؛
تماماََ كالآخرين ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى