أكد موقع “ديبكا” الإسرائيلي، أنه للمرة الثانية خلال شهرٍ واحد فقط، وافق وزير الخارجية الأمريكية “جون كيري” أثناء زيارته إلى موسكو في 12 ديسمبر الحالي، على بقاء بشار الأسد ونظامه في الحكم، لافتاً إلى أن تصريحات كيري جاءت عقب محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير خارجيته سيرجي لافروف.
وطبقاً لما أورده الموقع وثيق الصلة بالدوائر الاستخباراتية، فإن المرةَ الأولى التي تراجعت فيها أمريكا عن تصريحاتها المعادية لبشار الأسد كانت خلال الأسبوع الثالث من شهر نوفمبر الماضي، حينما صرح الرئيس باراك أوباما بأنه “يجب على الأسد أن يتنحي، وأنه لا يعتقد أن يمكن إنهاء الحرب الأهلية في سوريا دون تنحي الأسد عن السلطة”، لكن سرعان ما تراجع الرئيس الأمريكي عن هذه التصريحات.
واعتبر “ديبكا” أن هذا الموقف الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته مؤخراَ، لا يعني تلبيتهم لرغبات روسيا فقط، بل أيضا للمرشد الإيراني الأعلى “علي خامنئي” والرئيس السوري “بشار الأسد” نفسه، حيث أصبح يتبنى “أوباما” و”كيري” وجهة النظر الروسية الخاصة “بتقرير الشعب السوري لمصيره ومستقبله”.
واستَشهَدَ الموقعُ الإسرائيلي، بتطورٍ لافتٍ أيضاً، هو إعلانُ الوكالة الدولية للطاقة الذرية إغلاقَ ملف أنشطة إيران النووية بشكل رسمي، معتبراً أن هذا القرار يمنح الأنشطة النووية الإيرانية شرعيةً دوليةً، وكذلك تقدم أمريكا الشرعية ذاتها للأسد الذي قتل أكثر من نصف مليون شخص.
وأوضح “ديبكا” أن التصريحات الأمريكية الأخيرة لا تعني تحقق مساعي روسيا ببقاء بشار الأسد في السلطة فقط، بل أيضاً تمثل تحولاً حيالَ موقف واشنطن من الغارات الروسية في سوريا، فالرئيسُ الأمريكي الذي أعلن عن أنها ستفشل، اليوم يكتب شهادة نجحها، وأخيراً أن هذه التصريحات تعني أن واشنطن انضمت إلى محور (إيران، سوريا، حزب الله).
ونقل الموقعُ العبريّ” عن مسؤولينَ إسرائيليينَ في “تل أبيب”، أن نظرتهم اليوم تغيرت نحو الأسد حتى أصبحوا يقبلون ببقائه في السلطة، قائلين: من الأفضل بقاء الأسد في السلطة”، مشيراً إلى أن هؤلاء المسؤولين أنفسهم كانوا يصرحون قبل ذلك بأن أيام الأسد في السلطة معدودة.
واختتم “ديبكا” تقريره قائلاً: “كما قَبِلَت إسرائيل بتسوية البرنامج النووي الإيراني من قبل، تَقْبَل الآن ببقاء الأسد في السلطة، لكن ثمن كل هذا سيكون في الحرب القادمة”.
