
الذيب
أبو خضر أحد سُكان القرية المجاورة لقرية المختار مثقال وها هو منذ الصباح الباكر توجه لدار المختار لإعلامه بأمر ما . ودار بينهما الحوار الأتي :-
أبو خضر : الدنيا صُبح الله يصبحك بالخير يا أبو طايل
المختار : يصبحك بأنوار النبي , خير وشو بي يا أبو خظر على هالصبحيات ؟
أبو خضر : والله يا مختار السالفة وما فيها أنه بي ذيب بحوف غنماتي وكل يوم أو يومين بتروحلي نعجة من هالنعجات وأنت مثل ما بتعرف لا قدامي ولا وراي غير هالنعجات . وما عندي خان إللي أبيتهن بيه غير هالصيرة إللي بحذا الدار , وداري متطرفة عن القرية ما بلحق أفزع الزُلم إلا هو فص ملح وذاب .
المختار : طيب وأنا شو علاقتي بهالموظوع يا أبو خظر ؟
أبو خضر : هاااا هاااا … علاقتك بالموظوع يا طويل العمر إن الذيب بيجي من تلات قريتكوا , وأني لطيت له أني وولادي أكثر من ليلة بس حريق الحُرسي كل مرة ينهزم ويمزط جهة قريتكوا مثل الزيبق , بقى مشان هيتش أجيتك وطمعان تساعدني يا أبو طايل .
المختار : طيب ولا يهمك عيّن خير يا أبو خظر اليوم المغربيات بكون عندك أني وأتشمن واحد من زُلم القرية وإن شاء الله بنلاقيلك حل .
فعلاً جمع المختار بعض رجالات قريته وتباحث معهم بالأمر وتعددت الأراء حول القضاء على الذئب ليستقر رأي الغالبية على عمل كمين ويتسلح كل رجل بخرطوشه . لكن فكرة الخرطوش لم تروق للمختار فقال لهم : اسمعوا تا أحتشيلكو فكّونا من الخراطيش بتخافوا بعتمة هالليل واحد يتصاوب بطلق ونكون بحال ونصير بحال ثاني لا سمح الله , أني بقول كل واحد يقظب مذروب غليظ أو قرطة وإللي بيجيه الذيب من تلاته يهبده هبدة إللي ما يقوم منها .
بعد وصول المختار لدار أبو خضر ومعه بعض الرجال قاموا بتوزيع أنفسهم وبشكل دائري حول صيرة الاغنام مع الهدوء وعدم الحركة . وما أن قارب الليل على الإنتصاف وإذ بصوت العواء راح يقترب شيئاً فشيئاً من صيرة الاغنام , استعد الجميع وكتموا أنفاسهم وتسارعت دقات قلوبهم بسبب هرمون الادرينالين وما هي إلا دقائق حتى قفز الذئب من فوق الأغصان الجافة التي كانت تُحيط بالأغنام ليسقط صريعاً بعد تلقيه ضربة على رأسه من أحدهم ثم توالت الضربات من الجميع حتى فارق الذئب الحياة وأصبح جثةً هامدة .
أبو خضر صاح فرحاً وراح يشكر ويعانق الجميع كيف لا وقد أراحوا باله وحموا حلاله . بعد ذلك هم المختار وجماعته بالمغادرة ولكن أبو خضر اعترضهم وهو يقول : وجيرة الله ما بتروحوا من هون غير تا نتعشى سوا , فقال له المختار ممازحاً : عشا وشو يا أبو خظر الفجر قرب يوذن . ضحك الجميع واستدرك أبو خضر قائلاً : لعاد بتتفطروا وبعدين الله يسهل دربكوا .
حل سريع وفوري وناجع لمشكلة كادت أن تقضي على غنمات أبو خضر , فلم يتوجهوا لمجلس أمن أو أُمم متحدة ولم يطلبوا إمدادهم بالسلاح ولم ينتظروا يومين أو أكثر لإتخاذ قرارهم الحاسم . فعلاً إنهم رجال بمعنى الكلمة . وللقصة دلالات جمّة أتركها لكم لعدم الإطالة عليكم .
رائد عبدالرحمن حجازي