#الديمقراطيات_الغربية في #مهب_الريح
#صدام_عقيل_الدويري
تتغنى الديمقراطيات الغربية قاطبة بحرية التعبير والإختيار الحر للشعوب في مصيرها دون أي قيود أو حدود، لكن ما حدث في الأونه الأخيرة عرت تلك الديمقراطيات من مضمونها الحقيقي، ففي أول موجة حقيقة واجهتها تلك الديمقراطيات زعزعت وخلخلت مبادئها.
ففي أمريكيا نرى أن حرية التعبير والإنتقاد متاحة ما لم تتعارض مع نقد إسرائيل، أو أن تدعم الطرف الأخر المعادي لإسرائيل، فالأمريكي حينها معرض لضغوطات كبيرة في العمل والتعليم، فعلى صعيد العمل والدراسة قد تطرد من وظيفتك، او تلغى منحتك الدراسية أو أن يتم فصلك.
في الأونه الأخيرة قامت لجنة التعليم والقوى العاملة في الكونغرس الأمريكي بإستجواب رؤساء الجامعات -التي حصل فيهن مضاهرات تدعم غزة وتدين الابادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل- وكان الاستجواب متضمن حول إدانة تلك الجامعات لما طالب فيه الطلبة، والإجابة يجب أن تكون نعم ولا غير ذلك، إلى أن بدأت الضغوط على رؤساء تلك الجامعات مما أدى إلى إجبارهن للتنحي من منصبهن (كلودن غاي رئيسة جامعة هارفارد ومن قبلها اليزابيث ماغيل رئيسة جامعة بنسلفينيا).
ناهيك عزيزي القارئ عن تجاهل الحكومة الأمريكية لمطالبات الكونغرس والشعب بالتوقف عن دعم إسرائيل، والكثير غير ذلك.
وبالإنتقال للدول الأوروبية فكانت من أولى القرارت التي اتخذتها الدول إصدار عقوبات على من يدعم فلسطين أو رفع العلم بالبلاد، ناهيك – عزيزي القارئ- عن الدعم الرسمي للوقوف بجانب إسرائيل في حقها بالدفاع عن نفسها؛ هكذا يصرحون في وسائل الإعلام.
وعلى ذكر وسائل الإعلام، ظهرت وكأنها دمية في أيدي الصهيونية، لا تغطي إلا جانب واحداً وتحاول أن تنهي أي مقابلة أو حديث ينتقد إسرائيل ويدافع عن الفلسطينين وعن حقهم في أرضهم.
خلاصةً يبدو أن الديمقراطيات الغربية أصبحت هشيماً تذروها الرياح في أول مواجهة كانت متوارية خلف الأنظار،وإن لم تتدارك هذه الأزمة بسرعة وتغير موقفها سيكون ذلك أول مسمار في نعش تلك الديمقراطيات، ليس من قِبَلِ أي عدو بل من قِبَلِ شعوبها.