هزيــمـــة / د. محمد الزغول

هزيــمـــة
لمْ تَتْرُك النّارُ شيئًا…
رائِحَةُ الموتِ تَزْكُمُ أَنْفَهُ، ولا يَقَوى حتّى على الاستفراغْ
اِتَّشَحَت أَرْجَاءُ الغَابَةِ بالسَّوادْ …
تَفَحَّمَ قَلْبُهُ وهو يَنقُلُ خطواته بَيْنَ الجِيَفِ المُتَيَبِّسَةْ
أَيْقَنَ أَنَّها النِّهَايَة…
فالمَوْتُ سَيِّدُ الزَّمَانِ والمَكَانْ،
سَارَ إِلى المَوْتِ بِمَا تَبَقَّى لَهُ مِنْ رَمَقِ الحَيَاةْ
آوَى إلى قَدَرِه مُستسلماً،
وسَكَنْ ….
تَعَفَّنَ كَمَا الأَشْيَاءْ …
اِسْتَيْقَظَتْ رُوْحُهُ بَعْدَ حِيْنٍ على دَغْدَغَةِ البَرَاعِمِ الجديدة لِعِظامِ الصَّدر
كانَ التُّرابُ رَطْبًا…. والشَّمسُ تَتَسلَّلُ بِهُدوءٍ بَيْنَ ثَنَايا غَيْمَةْ،
هنا .. ماتَ مرَّةً أُخْرى
هذهِ المرَّة ماتَ خَجَلًا.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى