أحمد غزال .. ودّع الأقصى بابتسامة وعملية بطولية / فيديو

سواليف

لم يشأ الفتى أحمد غزال أن يودع المسجد الأقصى بغير ابتسامة وثّقتها عدسة هاتفه الجوال، قبل أن يغادر المدينة المقدسة وهذه الدنيا شهيدا.

أحمد زاهر فتحي غزال من سكان مدينة نابلس، اختتم سبعة عشر ربيعا بعملية طعن في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، أصيب فيها مستوطنان وشرطي إسرائيلي.

صلى أحمد ظهر السبت بالمسجد الأقصى، وجال في ساحاته، وأخذ لنفسه صورا في جنباته، ثم انطلق لتنفيذ ما أتى من أجله.

ويظهر مقطع فيديو التقطه أحد المقدسيين، مجموعة من جنود وشرطة الاحتلال يجرون بسرعة في شارع الواد بالقدس العتيقة، فيما كان اثنان من المستوطنين مصابين وينزفان دما.

وبعد لحظات تصدر أصوات إطلاق كثيف للرصاص، كانت فيما يبدو تلك التي أفرغها الجنود في جسد أحمد.

وبحسب زعم شرطة الاحتلال، فإن أحمد لجأ إلى زقاق أحد البيوت بعد طعنه للمستوطنين، وعندما وصل إليه الجنود قاومهم بسكينه وأصاب أحدهم بجراح طفيفة.

أُعدم أحمد بدم بارد، كما أُعدم قبله مئات من الشبان والفتيات، آخرهم الشهيدة سهام راتب نمر، والدة الشهيد مصطفى نمر من مخيم شعفاط، والتي أعدمت برصاص الاحتلال أمام باب العامود بالقدس.

وفي حي رأس العين بنابلس، حيث تنشأ وترعرع أحمد، تجمع المئات من الأقرباء والأصدقاء والجيران بعد انتشار نبأ استشهاده، محاولين استيعاب ما حدث وتقبّل حقيقة الأمر.

والد أحمد فوجئ وهو في طريق عودته من عمله مساءً بسؤال الناس له عن حقيقة استشهاد ابنه، ليجد أن صورة ابنه في ساحات المسجد الأقصى قد ملأت صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية.

وقال لوكالة “صفا”: “لم أكن أعلم أن أحمد قد توجه اليوم للقدس بدل التوجه إلى مكان عمله، وكنت أظن أنه في عمله”.

وكان أحمد يعمل لدى أحد فنيي الأسنان في نابلس، ليكتسب خبرة تؤهله للعمل مستقبلا.

ويضيف: “خرج أحمد إلى عمله في الثامنة صباحا كالمعتاد، ولم نكن نعلم ما يدور في ذهنه وما يخطط له”.

ولا يدري والده كيف استطاع ابنه الوصول إلى المسجد الأقصى، مبينا أن ابنه لم تتسن له فرصة زيارة الأقصى سوى مرة وحيدة في حياته، كانت في شهر رمضان الأخير.

ويبين أن ابنه لم يكن ينتمي لأي حزب أو فصيل من الفصائل، لكن جرائم الاحتلال اليومية كفيلة بأن تدفع أي شاب متحمس ليفعل ما فعله احمد.

ويضيف أن ابنه وهو الثاني بين الذكور وله خمسة أخوة وأخوات، كان شديد التدين، محافظا على أداء الفروض الدينية.

أما جيران أحمد وأصدقاءه، فقد عرفوه فتى متحمسا مندفعا، ولم يكن غريبا عليه أن يقبل على الشهادة، ولا يجدون ما يمنعه من ذلك سوى سنه الصغير.

أحمد عادل أحد الجيران استذكر مواقف سابقة للشهيد تظهر مدى التزامه الديني، مشيرا إلى أنه كان من المداومين على صلاة الفجر جماعة بالمسجد مهما كانت الظروف.

صفا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى