تطوير مناهج / رامي علاونة

تطوير مناهج

حدثت هذه القصة في إحدى المدارس الكاراكوزية قبل عقدين من الزمان، على ذمة الراوي الذي يقول:
بينما كان أحد المعلمين ماشيا في ممرات المدرسة، سمع صوت زميله الشاب من داخل الصف، فاستوقفه قوله للطلاب…’يرفع الفاعل بالفتحة و ينصب المفعول به بالضمة’.
انتظر المعلم حتى نهاية الحصة وخروج زميله الشاب من الصف، ثم أقبل عليه وأخبره أنه سمع ‘التخبيص’ الذي كان يقوله للطلاب، فالفاعل يرفع بالضمة والمفعول به ينصب بالفتحة، وهذه القواعد اللغوية من البديهيات التي يجب أن يعرفها أي معلم.
لم يبدي المعلم الشاب أي معارضة لما قاله زميله، فهو يعلم تماما في قرارة نفسه أن بينه وبين التعليم مسافة أميال. كما وعده أنه سيصحح المعلومة للطلاب في الحصة القادمة.
في اليوم التالي، دخل المعلم الشاب الى الصف، وسأل الطلاب إذا ما كانوا يذكرون ما تعلموه البارحة عن علامات إعراب الفاعل والمفعول به.
أجابه الطلاب أنهم تعلموا أن الفاعل يرفع بالفتحة وأن المفعول ينصب به بالضمة.
أثنى عليهم لقدرتهم على الحفظ وطلب منهم تعديل المعلومة التي حفظوها البارحة، فقد وصل المدرسة في الصباح الباكر تعميم من الوزارة يقول أن الفاعل يجب أن يرفع بالضمة وليس بالفتحة وأن المفعول به يجب أن ينصب بالفتحة وليس بالضمة.
مضت الأيام والسنون على هذه القصة الى أن تدرج المعلم في الوظائف القيادية حتى أصبح أمينا عاما لوزارة التربية والتعليم الكاراكوزية… ويقال انه يرأس لجنة ‘تطوير المناهج’ في الوزارة!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى