
الدراسة زمان بالمجان
زمان.. لم تكن الدراسة في الخارج ترهق الشباب ماليا بقدر ما كانت ترهقهم نفسيا واجتماعيا..!! فحسب ذاكرتي المتواضعة ثمة العديد من الأشخاص الذين تعرضوا للضيم جراء دراستهم الخارجية في الدول ذات الأنظمةالحزبية.. علما أن تلك الدول كانت تنعم بالهدوء والإستقرار وعلاقاتها مع الأردن بأوج إزدهارها وإنتعاشها.
فمن الناحية العلمية كانت دراسة الطالب الأردني مجانية.. ويعامل معاملة الطالب المحلي بالمزايا والعطايا وينعم بالأمن والأمان..ويسعد بالطمأنينة والسكينة.. ويدخل ويخرج بدون قيود أو شروط.. مما يقطع الشك باليقين.. ويفند جميع الإدعاءات والفرضيات التي تشكك بولاء وإنتماء أولئك الطلبة الذين تقطعت بهم السبل.. وهم يستغيثون للحصول على مقعد جامعي في بلادهم ولم يفلحوا.. مما دفعهم للبحث عن حلول أخرى.
على كل حال.. وللأسف الشديد.. سقطت تلك الأنظمة بعدما تكالبت عليها قوى الغرب وفي مقدمتها أمريكا.. وسقطت معها كل القيم والآمال المعقودة عليها.. ولم تعد كما كانت سابقا تستقبل أعدادا هائلة من الطلبة الأردنيين.. الذين صاروا فريسة للجامعات الخاصة ذات الأهداف الربحية.. خصوصا إذا تضاءلت الاحتمالات بالمنافسة على مقعد لهم في الجامعات الحكومية.. مما يقوض طموح الأغلبية بالحصول على الشهادة الجامعية من أجل مستقبل أفضل.. والله المستعان.