صدور ” كتاب “حيفا.. بُرقة؛ البحث عن الجذور” للدكتور “سميح مسعود”.

سواليف
صدر عن “الآن ناشرون وموزعون” كتاب “حيفا.. بُرقة؛ البحث عن الجذور” للدكتور “سميح مسعود”.
يعتمد هذا الكتاب على نتائج زيارات تعرّف الكاتب من خلالها على مدن وقرى كثيرة في الداخل الفلسطيني، سبر فيها أيام أسلاف رحلوا عن دنيانا، والتقى برجال ونساء من نسلهم، عبّروا له عن اعتزازهم وفخرهم بجذورهم الضاربة في عمق الأرض، لاقى الوجوه بالوجوه في صور كثيرة مزجها في سطوره بطريقة ممتعة وشاملة، لها مفعولها الكبير في حفظ الذاكرة الجمعية الفلسطينية حيّة للأجيال القادمة، ويقع الكتاب في (294 صفحة من القطع المتوسط)، وتزين غلافه لوحة للفنان التشكيلي ابن حيفا “عبد عابدي”.
يقول الدكتور سميح في مقدمة كتابه: “تثير”التغريبة الفلسطينية” تساؤلات كثيرة حول الحياة في فلسطين ما قبل النكبة، تساؤلات جوهرية كثيرة يمكن الإجابة عنها بالبحث الدائب عن الجذور، عبر استرجاعات زمنية، يتمّ فيها إنارة الماضي، والإبحار فيه، لالتقاط أصداء ومضات استذكارية حقيقية غير متخيلة؛ فيها قدر من شجن الحنين والحزن، يأبى تألّقها أن يتغير أو يضيع.
جمعتُ معظم معلومات هذا الكتاب من الداخل الفلسطيني، خلال زيارات قمت بها برفقة صديقي جوني منصور الملقب “بمؤرخ حيفا” وكعهدي به دائماً كان إلى جانبي في تلك الزيارات، قام بجهد دؤوب، وشجعني على مواصلة مسيرة البحث عن الجذور، في أجواء رائعة، كنا ننعم فيها معاً بضيافة أصدقاء كثر، لكثرة عددهم يصعب عليَّ وضع قائمة بأسمائهم في هذه المقدمة، وأكتفي بتقديم الشكر لهم جماعة، وذكر أسمائهم في سياق النص على امتداد صفحات الكتاب”.
ويستكمل المؤلف في هذا الكتاب ما كان قد وثّقه في الجزء الأول الذي حمل الاسم ذاته، وقد أتاح له نشر ذلك الجزء بطبعتين متتاليتين الأولى في بيروت والثانية في حيفا أن يتعرف على أناس وأصدقاء جدد عبّروا له عن تعطشهم لمعرفة المزيد عن منابت جذورهم وكل ما يُذّكّرهُم بالوطن … فتواصل معهم عبر الهاتف ووسائل الاتصال الاجتماعي والبريد الإلكتروني، وتعرّفت بينهم على أقارب لم يلتقِ بهم من قبل، وإنما جمعته بهم منابت الجذور وحب الوطن وكل ما يُذكِّرُ بالوطن، فتيقّن المؤلف أن ما كتبه لم يكن مجرد كلمات عابرة؛ بل رسالة استطاع أنْ يبلغها إلى أبناء بلده، وتمكن بها أن يصل الوجوه بالوجوه على صفحات كتابه، فلامست أيديهم الدافئة خبايا الحروف.
ويختم الدكتور سميح كتابه بالقول:
“تنقلت في زياراتي بين أمكنة كثيرة، لملمت منها مقتطفات ذكريات وتجارب بتفاصيل متجانسة ودقيقة، تتقاطع فيها مسارات عائلات برقاوية كثيرة تتعالق مع بعضها البعض، تنتمي إلى جذور غائرة في عمق الأرض بدلالات ومضامين ثرية، لها مفعولها الكبير في حفظ الذاكرة الجمعية الفلسطينية للأجيال اللاحقة.
طوال الزيارات كنت في أرض الوطن، أحنُّ إليه وأنا فيه، جُلت فيه صبحاً وظهراً ومساءً، على أنغام ترانيم خاصة أعادتني إلى ماضي أيامي القديمة، كشفت لي ببراهينَ فعليةٍ عمق تجذر أبناء شعبي في مدنهم وقراهم على وسعها، بحكم صمودهم في أرضهم، وصون وجودهم فيها، من خلال مغالبة جروحهم الداخلية، بتشبثهم بهويتهم الوطنية، واعتزازهم بلغتهم العربية، واستنادهم على ما تختزنه ذاكرتهم من ومضات مضيئة من تاريخ شعبهم.
نعم، أشعر بسعادة غامرة، لأنني تعرفت في بلدي، على معين لا ينضب من فواعل الانتماء، بما شاهدته واستمعت إليه وعايشته في زياراتي في أجواء مشحونة بالإثارة، أعتقد أننا نحتاج إليها فلسطينياً في الزمن الراهن، أكثر من أي وقت مضى، للتعرّف على الذات والناس والمكان… على الوطن كلّه بترابه ومدنه وقراه، وتراثه المتراكم عبر التاريخ.
بهذا يمكن تدوين الرواية الشفوية الفلسطينية، في فصول نابضة متشابكة، بكل ما فيها من دلالات ومضامين، حتى لا تُنسى، وتبقى ماثلة في أذهان الأجيال القادمة على مدى الأيام”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى