حوار عالي الوطيس / يوسف غيشان

حوار عالي الوطيس

نظر في عينيه مباشرة ،بكل شجاعة وتحد ودون أي بارقة وجل أو خوف أو تردد ، ثم رفع إصبعة في وجه الرجل الذي أمامه وقال بصوت جهوري مرتفع النبرة:
– أنت….. من أنت ؟؟ ومن الذي حكّمك في رقاب وأرزاق العباد،وهل تعتقد ان المنصب سيدوم لك الى الأبد؟
لم ينبس الأخر ببنت شفة.
أكمل الرجل حديثة المتشنج، ورفع من دوي صوته الهادر أصلا:
– تعتبرنفسك مهما….طز!! هذه اهمية تخسرها في دقائق كما اكتسبتها بدقائق ، فلا تعلق عليها الآمال ….
نظر الرجل في عيني الآخر ليتأكد انه سمع وقع كلمة (طز) دون أن يحتج أو ينفعل ، ولما تأكد بأن طزه مرت بسلام… استعاد دوي صوته،و أشار بالسبابة نحو الآخر قائلا:
– أنت تستغل المنصب وتصول وتجول ..تعين المحاسب والأقارب ..تتجاوز قوانين الخدمة المدنية، ولا تأبه بالكفاءة ولا بالدرجة الجامعية ..وتوقع عقودا بأجور شهرية مرتفعة مع من تشاء …. أو مع من رشاك أو قدم لك خدمة مشابهة…أنت فاسد ..أنت عالةعلى المجتمع ..أنت مرض ينبغي استئصاله أنت نتوء سرطاني ينبغي (جرمه) بلا رحمة.
لم يخرج من الذي يتعرض لسيل الشتائم هذه اي صوت ،؟ مما زاد الرجل انفعالا:
– لم لا تدافع عن نفسك …. هل انت جبان لهذه الدرجة؟؟؟ النملة … حتى النملة تدافع عن ثقب بيتها حينما يهاجمها شيء ما….أنت نكرة …انت لا شيء ..انت تافه ، حتى الشتيمة خسارة فيك.
اشتد انفعال الرجل فشلح حذاءه ورما ه في وجه الرجل الذي يقابله…. الإصطدام أحدث دويا …..صوت تهشم المرآة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى