عامـــــــــــر شفيــــــــــع / علي الشريف

عامـــــــــــر شفيــــــــــع

لن تسعفني الذاكرة لأن اتحدث عن 17 عاما وربما اكثر من العطاء لنجم المنتخب الوطني وحامي مرماه ونجم الوحدات وقبله الفيصلي وقبله اليرموك عامر شفيع
ولكن يمكن لذاكرتي ان تستحضر دائما ان شفيع كان اهزوجة الجماهير الاردنية كلها وبكل الوانها وانه حين اصيب ذات لقاء في مباراة الفيصلي والوحدات هتف له جمهور الفيصلي قبل الوحدات سائلين الله سلامته.
عامر شفيع حالة اردنية ممتده لاكثر من سبعة عشر عاما فيها الحلو وفيها المر فيها الابداع كان يتجلى ولكنها لم تخلوا من الهفوات لان الكمال لله وحده وهو الوحيد الذي كان يجمع عليه الجميع بان يكون حارسا لمنتخب الوطن.
ربما من خلال عملي في المجال الرياضي ولاني كنت متابعا بشكل جيد للرياضة الاردنية (قبل ان ياتي حكم الصبيان في الاندية) لمست ان ثمة شيء بات يتعب هذا التاريخ الرائع وان ثمة امر في نفس شفيع لا يبوح به ولا يريد ان يبوح به وربما يكون هناك ثمة الم يختزنه في صدره يريد ان يبقى له ولا يشارك الناس به.
عامر شفيع حارس المنتخب والفيصلي واليرموك والوحدات هو ايقونة الملاعب الاردنية وهو ثقتها الكبيرة وهو مثل الهدب على العين ومثل العقال على الكوفية اخطا ودائما ما يخطي الكبار وابدع وهذا شيمة الكبار لكن.
ان نرى البعض يمسح تاريخ هذا اللاعب لاجل هفوة او نرى البعض يسقط التعصب النادوي عليه فهو امر غير محبب لان الذي نتحدث عنه ليس اي لاعب وليس مجرد صفقة تاتي وتذهب انما هو التجارة التي ما خسرت ابدا لا مع انديتها ولا مع المنتخب ولا يوجد الا عامر واحد وشفيع واحد.
في اسبانيا يوجد لاعب اسمه انيستا ويطلقون عليه لقب الرسام يلعب لنادي برشلونه هذا اللاعب لم يخرج من مباراة قط او يخطي او يصيب الا ووقفت كل جماهير الاندية تصفق له وتشجعه ليس لانه انيستا الرسام انما لانه سجل هدفا اهدى من خلاله كاس العالم لاسبانيا ولو سالنا كم عدد الاهداف التي منعها عامر شفيع من الدخول في شباك منتخبنا ربما لن تعد ولن تحصى وكم مرة كان هو صانع النصر وصانع الفرح.
ولو تحدثنا عن كاسياس لوجدنا انهم اطلقوا عليه لقب القديس من شدة احترامهم لهم وعند بوفون تتوقف كل الحكايات ليس لانهم لاعبي اندية انما لانهم صنعوا مجدا لمنتخبات الاوطان هناك.
عامر شفيع هو حوت اسيا وسيد حراسها وايقونة اللاعبين عندنا هو بشر له مشاعر واحاسيس مثله مثل حسونة الشيخ مثل معتز ياسين مثل عبدالله الشياب ومثل بدران الشقران ورافت علي وحمزة الدردور وهو جيل جمع اجيال و هو اكبر من ان نظلمه لهفوة واكثر تواضعا من ان نسحج له فلا تضيعوا تاريخا مشرقا بهفوة فانا اقسم لكم ان ثمة امر في نفس عامر يتحمله وحده ولا يريد ان يشرك به احدا.
خلاصة الامر اقول التاريخ لا يشيب الا من عبث الصبيان ومن لا يعرف التاريخ لا يتحدث به فعامر ابن الرياضة من الفها الى الياء وثمة مسافة كبيرة بالسطور والجمل والكلمات بين الالف والياء .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى